مقالات مختارة
منذ أكثر من قرن والصهيونية لها خبرة طويلة في عمليات الغدر والقتل، وتمتد جذورها عميقا في التاريخ ومن المعرف عن اليهود انهم قتلة الانبياء واشد الناس عداوة للإنسان والانسانية، ولذلك ليس مستغربا وسط الانهيار الاخلاقي وفقدان الضمير لدى معظم العرب والمسلمين ان يوغل العدو الصهيوني في دماء الفلسطينيين وغيرهم، ويتمادى في اعتداءاته اليومية فصائل المقاومة التي تبذل جهودا جبارة لمواجهته وازالته من الوجود.
بعد عملية طوفان الاقصى
تصريحات رئيس "الشاباك" رونين بار التي هدد بها بتصفية قادة حماس في الخارج ليست الوحيدة، بل سبقتها أخرى لنتانياهو جاءت عقب محطة تمهيدية كشفت عنها وسائل إعلام صهيونية بعد العملية، ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين قولهم إن أجهزة المخابرات "الإسرائيلية" تستعد لقتل قادة حماس في جميع أنحاء العالم عندما تنتهي الحرب في قطاع غزة، مما يمهد الطريق لحملة تستمر سنوات لمطاردة المسلحين المسؤولين عن عملية طوفان الاقصى.
في 22 من تشرين الثاني من العام 2023 كان نتنياهو يكشف عن نواياه في خطاب ألقاه وقال: "لقد أصدرت تعليماتي للموساد بالعمل ضد قادة حماس أينما كانوا".. وزير الحرب يوآف غالانت قال: "ان قادة حماس يعيشون في الوقت الضائع.. لقد تم وضع علامة عليهم للموت".
حين هدد رئيس جهاز "الشاباك" الصهيوني؛ رونين بار، بتصفية قادة حماس حول العالم، تعود بنا الذاكرة الى سلسلة العمليات الاجرامية التي نفذها الكيان المؤقت مستفيدا من كم هائل من المعلومات تزوده بها اكثر من مئة دولة ومنظمة لتحقيق اهدافه، وذلك بقوله: "حدد لنا مجلس الوزراء هدفا.. هو القضاء على حماس.. هذه ميونيخ الخاصة بنا، سنفعل ذلك في كل مكان ربما يستغرق الأمر بضع سنوات لكننا مصممون على تنفيذه".
في ذلك الوقت ذكرت وسائل إعلام صهيونية أنه تم إنشاء وحدة خاصة من عملاء "الشين بيت" و"الموساد" أطلق عليها اسم "نيلي"، والاسم هو اختصار لجملة "نتساح يسرائيل لو يشاكر"، وهي اقتباس توراتي ترجمته "خلود إسرائيل لن يكذب"، وأوكلت لهذه الوحدة الخاصة مهمة تعقب أعضاء حركة حماس المسؤولين عن هجوم طوفان الاقصى واغتيالهم، ويشير الاسم ايضا إلى شبكة تجسس يهودية دعمت بريطانيا ضد الدولة العثمانية في فلسطين من 1915 إلى 1917 أثناء الحرب العالمية الأولى".
• في عام 1997، أمر بنيامين نتانياهو، الذي كان يقضي فترة ولايته الأولى كرئيس للوزراء، جواسيس صهاينة بقتل خالد مشعل؛ أحد مؤسسي حماس الذي كان يعيش آنذاك في العاصمة الأردنية عمان، وباءت العملية بالفشل.
• في 19 كانون الثاني عام 2010 استخدم فريق من العملاء الصهاينة جوازات سفر أوروبية مزورة للسفر إلى دبي، حيث تنكروا بهيئة سائحين وقاموا باغتيال محمود المبحوح من حركة حماس.
• الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، استشهد في مالطا في 26 تشرين الأول من العام 1995.
• كانون الاول 2016 التونسي محمد الزواري عضو كتائب القسام ومهندس طائرات من دون طيار لديها، استشهد بعد إطلاق الرصاص عليه داخل سيارته في صفاقس بتونس.
• في عام 2023 اغتيال القائد صالح العاروري.
لم يمر عام دون تسجيل عمليات اغتيال وصلت الى أكثر من 122 شخصية من قادة وافراد المقاومة الفلسطينية وعدد كبير من القادة الفلسطينيين في بلاد عربية (لبنان - سوريا - العراق - تونس - الامارات العربية) وغيرها في فرنسا وقبرص وبلغاريا وماليزيا، وأمس في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ادت الى استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
"عملية غضب الرب"
هي حملة اغتيالات أمرت بها رئيسة وزراء حكومة العدو جولدا مائير للانتقام من مجموعة أيلول الأسود التي قامت باحتجاز 11 من أعضاء الفريق الصهيوني الرياضي المشارك في الألعاب الأولمبية الصيفية 1972 في المانيا لإجراء عملية تبادل بأسرى فلسطينيين في السجون الصهيونية، وكان لعملية الاحتجاز التي قامت بها منظمة أيلول الأسود في ميونخ ضد الصهاينة صدى واسع ليس في المنطقة فقط بل في العالم، وحاول حينها العدو بمساعدة الشرطة الالمانية القيام بعملية هجومية ضد الفدائيين لإنقاذ الصهاينة الا انها فشلت في اللحظة الاولى من تنفيذها وادى ذلك الى مقتل الفريق الصهيوني واستشهاد عدد من الفدائيين واعتقال اخرين.
عدد من سلسلة الاغتيالات
• 8 تموز العام 1972 استشهاد الكاتب والمثقف الفلسطيني العضو البارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين غسان كنفاني في انفجار سيارة مفخخة في العاصمة بيروت، وبعدما توجهت كل أصابع الاتهام نحوها، اعترفت "إسرائيل" باغتياله في عام 2005.
• بعد ست سنوات في 28 من اذار 1978 استشهد وديع حداد قائد الجناح العسكري لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في المانيا الشرقية، الا ان صحفي صهيوني يدعى أهرون كلاين مؤلف كتاب "حساب مفتوح" في 2010 اشار الى أن "حداد وقع ضحية أول عملية قتل بيولوجية نفذها الموساد".
• بعد أقل من عام على جريمة اغتيال حداد استشهد علي حسن سلامة مسؤول الجهاز الأمني لحركة فتح، إثر تفجير استهدف موكبه في بيروت، في كانون الثاني عام 1979.
• في 16 تشرين الاول 1972، إطلاق نار على ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في إيطاليا وائل زعيتر.
• محمود الهمشري، استشهاد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا من خلال عبوة ناسفة في منزله.
• في ليلة 24 كانون الثاني 1973، وبعد وصول حسين أبو الخير، ممثل حركة فتح في قبرص، الى منزله انفجرت عن بعد قنبلة كانت مزروعة هناك، مما أدى إلى استشهاده.
• في 6 نيسان 1973، استشهد باسل الكبيسي، أستاذ القانون في الجامعة الأمريكية في بيروت بعد إطلاق النار عليه في فرنسا.
• 10 نيسان 1973 اغتيال القادة كمال عدوان – كمال ناصر أبو يوسف النجار في منازلهم في بيروت بعد عملية إنزال بحري.
• خليل الوزير أبو جهاد، العضو المؤسس والقائد العسكري لحركة فتح، استشهد في منزله بتونس العاصمة في 16 نيسان 1988 بعد عملية إنزال بحرية.
• 22 أيار عام 2022 جهاد جبريل المسؤول العسكري للجبهة الشعبية – القيادة العامة استشهد بتفجير عبوة ناسفة في بيروت.
جعفر سليم ـ عضو اتحاد كُتاب فلسطين