عاشوراء في فكر سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه

الأربعاء 17 تموز , 2024 03:28 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات ــ إسلاميات

أيام عاشوراء أيام عبرة وعظة، نحمل من أنوراها ونحمل من برها الكثير، وهي تتصل بأنوار بيت نبينا صلى الله عليه وسلم، هذا البيت المقدس الشريف لم يكن لفئة من فئات المسلمين، ولا لمذهب من مذاهب الإسلام العظيم؛ إنما هو مرتكز يجتمع عليه كل المسلمين، سواء انتسبوا لهذا المذهب أو ذاك، أو كانوا في هذه المنطقة أو تلك، هم من حملوا لنا هذا القرآن العظيم، وهكذا تناقلته الأجيال كابراً عن كابر حتى وصل إلينا، محفوظاً من تحريف أو نقص أو تبديل، فانتشقنا منه آيات الجهاد الحقيقي، الذي يقابل به المجاهدون المؤمنون المقاومون عدوهم الحقيقي، بمثل هذا يكون الجهاد، ولا يكون الجهاد بين أمة المسلمين أو بين أطيافها أو في أوطانها إلا إذا كان الوطن محتلاً من قبل عدو الأمة.

إن الإمام الحسين واستشهاده فيه ألم ولوعة، لا يطفئه إلا الدخول إلى بيت المقدس فاتحين منتصرين مكبرين مهللين، ويجب الأخذ بمنهجه لنعرف طريق الجهاد الصحيح، والاستشهاد في سبيل الله، إذ أن الإمام الحسين لم يخرج أشراً ولا بطراً، إنما خرج من أجل أن ينصر دين جده محمد صلى الله عليه وسلم. نحن نحب الإمام الحسن، ونحب الإمام الحسين، وجميع آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن حبهم إيمان، وبغضهم فسق وفجور وعصيان، آل بيت رسولنا صلى الله عليه وسلم ركيزة من ركائز وحدة الأمة، ومن أراد أن يفرق الصف الوحدوي فإنما يريد أن يتنكر لآي القرآن الكريم، قال الله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} سورة البقرة-آية 85.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل