الثبات ـ دولي
علّق نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف في منشور "على "تلغرام" على الجدل الدائر حول مفاوضات تسوية نزاع أوكرانيا.
وأعرب مدفيديف عن اعتقاده بأن حتى التوقيع على اتفاق ما وقبول الهزيمة من جانب الغرب وأوكرانيا لن ينهي العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، لأنه يتعين سحق فلول النظام النازي الذين سيعودون بمساعدة أعداء روسيا.
وكتب مدفيديف:
هل سيوافق المهرج المهرطق الرئيس السابق لأوكرانيا السابقة على التفاوض؟
يبدو أن السؤال إنشائي في حد ذاته، ويتفق الجميع على أن الغرور المتضخم لهذا المهرج، وتهديدات النازيين المتطرفين له والدعم الغربي، كل هذه تجعل هذا السيناريو غير واقعي تقريبا. لقد كتبت في مقالي بجريدة "كوميرسانت"، قبل بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة، عن حقيقة أن المهرج (الذي يصطنع العزف بأعضائه التناسلية على آلة البيانو على خشبة المسرح) يخاف بشدة من أتباع ستيبان بانديرا المسعورين، وأقسم الولاء لهم بالدم. منذ ذلك الحين، لم يتغير سوى القليل، ولكن في الوقت نفسه فإن تغير المشهد في الولايات المتحدة يمكن أن يضيف ملاحظات جديدة إلى إصرار النخبة الأوكرانية الفاسدة على بدء المفاوضات، وإيقاف العملية العسكرية مؤقتا. والسؤال المطروح هنا: هل هذا مفيد لروسيا؟
أعتقد أن الإجابة: لا مطلقا.
وقد أعرب بلدنا مرارا وتكرارا في أماكن مختلفة عن استعداده للعودة إلى المفاوضات، ولكن بشروطنا فقط، وهي بسيطة: الاعتراف بنتائج العملية العسكرية الروسية الخاصة، والمعتمدة في الدستور الروسي، ورفض قبول أوكرانيا السابقة في حلف "الناتو". وكانت المرة الأخيرة التي تحدث فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ذلك في وزارة الخارجية. وقد رفض أعضاء "الناتو" وزيلينسكي هذه المقترحات بشكل مباشر.
فماذا لو تراجعوا وقبلوها؟
في هذه الحالة، علينا أن نكون حذرين قدر الإمكان. لماذا؟
للأسباب التالية:
1- لأن المفاوضات في حد ذاتها، حيث يعلن نظام كييف بوضوح عن نيته الاستسلام، لن تكون سوى فترة راحة للعدو من أجل تجديد إمكاناته العسكرية والبشرية.
2- لأن إعلان أوكرانيا رفض الانضمام إلى حلف "الناتو" لن تفضي إلى أي شيء في حد ذاتها (ناهيك عن أن المجرمين أتباع بانديرا الحاليين من غير المرجح أن يقوموا بذلك على الإطلاق).
3- إذا حدث الرقمان 1 و2، فسوف تندلع مباشرة ثورة "ميدان" جديد في كييف، تطيح بالمجلس الانقلابي الحالي وتجلب طغمة أكثر تطرفا إلى السلطة.
ومن ثم، مهما بلغ ذلك من الغرابة، قد تنشأ حينئذ ظروف حقيقية للتفاوض، بما في ذلك الاستسلام. سيكون من الصعب جدا على التحالف الغربي مساعدة المتطرفين العلنيين. إضافة إلى أنه سيتعين على الغرب الاعتراف علنا بأن مئات المليارات من أموال دافعي الضرائب في بلادهم قد ذهبت هباء. وستقوم واشنطن ورفقاؤها بإجبار النازيين في كييف على الاعتراف بنتائج الحرب.
ستهرب الزمرة الحاكمة، بقيادة المهرج المهلهل، إلى الغرب أو سوف تمزقها الجماهير على أنقاض ما تبقى من أوكرانيا السابقة وسينشأ نظام سياسي معتدل هناك.
لكن حتى ذلك لن يكون نهاية العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، لأنه حتى بعد التوقيع على الأوراق وقبول الهزيمة، فإن بقية المتطرفين، وبعد إعادة تجميع القوات، سوف يعودون عاجلا أم آجلا إلى السلطة ملهمين بأعداء روسيا الغربيين. وبعد ذلك سيأتي الوقت لسحق هذه الزواحف أخيرا، ودق المسمار الأخير في نعش شبه الدولة التي كانت تسعى للسير على نهج ستيبان بانديرا، وتدمير ما تبقى من إرثها الدموي وإعادة الأراضي المتبقية إلى حضن الأرض الروسية.