الثبات ـ دولي
أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أنّ حزب العمال البريطاني خسر مقاعد في البرلمان بسبب موقفه من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك خلال الانتخابات الأخيرة التي أُعلنت نتائجها اليوم الجمعة.
وخسر حزب العمال 4 مقاعد أمام مرشحين مستقلين، مؤيدين لفلسطين المحتلة، في المناطق التي تشمل كثافةً سكانيةً مسلمةً عالية.
في هذا الإطار، خسر الوزير في حكومة الظل، جوناثان أشوورث، مقعده أمام مرشح مستقل ينتمي إلى لائحة مؤيدة لفلسطين المحتلة، في ليستر ساوث، علماً بأنّ عدد نسبة الناخبين المسلمين لهذا المقعد تبلغ 35%.
وفشل حزب العمال أيضاً في الحفاظ على مقاعد كل من ديوسبري وباتلي، في ويست يوركشاير، وبلاكبيرن، في لانكشاير. وتبلغ نسبة المسلمين في ويست يوركشاير وبلاكبيرن نحو 45% من السكان.
أما وزير الصحة في حكومة الظل، ويس ستريتينغ، والنائب البارز في حزب العمال، جيس فيليبس، ففازا بمقعدين، إلا أنّ ذلك تم بفارق ضئيل للغاية أمام منافسيهم المؤيدين لفلسطين المحتلة، حيث فاز ستريتنغ بأغلبية 528 صوتاً، وفيليبس بأغلبية 693 صوتاً.
كذلك، احتفظ زعيم حزب المحافظين السابق، إيان دنكان سميث، بمقعده في تشينغفورد وودفورد غرين، لكن هذا الأمر تحقق بعد انقسام الأصوات اليسارية، بين حزب العمال والمرشحة المستقلة المؤيدة لفلسطين المحتلة، فايزة شاهين.
مستقلون مؤيدون لفلسطين يحققون "فوزاً نادراً"
جاءت النتائج بعد الحملة التي نظّمها حزب العمال على مدى 6 أسابيع، نشر فيها ناشطين بهدف تعزيز الأصوات التي سيحصل عليها كي يحظى بـ24 مقعداً يصوّت لها عدد كبير من المسلمين، ضمن مساعيه لدرء التحديات التي سيواجهها من المرشحين المؤيدين لفلسطين المحتلة.
ونظراً لإدراكه المخاطر التي يواجهها في مقابل هؤلاء المرشحين، أصدر الحزب تعليمات إلى الناشطين للقيام بحملات محلية في بعض المقاعد التي يزيد عدد المسلمين فيها على 10% من السكان.
وكانت هذه الإجراءات مدفوعةً بالانتقادات التي طالت زعيم الحزب، كير ستارمر، من قبل الداعمين التقليديين لـ"العمال"، بسبب عدم اتخاذه موقفاً داعماً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة منذ البداية.
وأدى تردّد ستارمر في تغيير موقفه من الحرب إلى استقالة 10 أعضاء من الحزب في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد شهر واحد على اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ القطاع.
"فايننشال تايمز" أوضحت أنّه من "النادر جداً" أن يفوز المرشحون المستقلون في الانتخابات العامة، بموجب نظام التصويت في المملكة المتحدة. وسجّل المستقلون "الرقم القياسي" في عدد المقاعد التي حصلوا عليه بعد الحرب العالمية الثانية بنيلهم 8 مقاعد.
وفي عام 2015، فاز مستقل واحد فقط بمقعد في البرلمان، بينما لم يفُز أي مستقل في عام 2019.