قناديل الجمعة | عطاشى وما هم بعطاشى .. ولكن جور العربان كبير !

الجمعة 28 حزيران , 2024 10:20 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات ــ إسلاميات 

قال ابن القيم في زاد المعاد: لما رأت قريش أمر رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ يعلو والأمور تتزايد أجمعوا أن يتعاقدوا على بني هاشم وبني المطلب وبني عبد مناف ألا يبايعوهم ولا يتزوجوا منهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ، وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في سقف الكعبة ... فانحازت بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم؛ إلا أبا لهب فإنه ظاهر قريشاً على رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ وبني هاشم وبني المطلب، وحبس رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ـــ ومن معه في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة، وبقوا محصورين مضيقاً عليهم جداً مقطوعاً عنهم الطعام والزاد نحو ثلاث سنين حتى بلغ بهم الجهد ... ثم أطلع الله رسوله على أمر صحيفتهم وأنه أرسل إليها الأرضة فأكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم؛ إلا ذكر الله عز وجل، فأخبر بذلك عمه فخرج إليهم فأخبرهم أن ابن أخيه قال كذا وكذا، فإن كان كاذباً خلينا بينكم وبينه، وإن كان صادقاً رجعتم عن ظلمنا، قالوا: أنصفت... فأنزلوا الصحيفة فلما رأوا الأمر كما أخبر النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــ ازدادوا كفراً وعناداً... وخرج رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ ومن معه من الشعب. 

ما اشبه الأمس باليوم .. غزة تذبح منذ أشهر، وبعض الشعوب العربية والإسلامية مازالت في تطبيعها، وكأن الذين يموتون جوعاً وعطشاً ليسوا مسلمين، أطفال يموتون من الجفاف، فلماذا كل هذا الحصار؟ وإلى متى ستبقى الشعوب العربية والإسلامية على صمتها؟ هل الضمير مات؟ أم أنّ أبناء أبي لهب كثروا ووصلوا إلى الحكم؟ علماً أن من لا يستطيع إيقاف الحرب يستطيع أن يدخل الماء والغذاء لهذا الشعب المظلوم. 

الحق منذ الأزل محارب، فالنبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ حورب وحوصر، إلى أن أظهر الله سبحانه وتعالى الحق، ونصر النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ على من ظلموه، لهذا الصبر الصبر فإن النصر قريب  بإذن الله سبحانه وتعالى.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل