كثرت الأقوال والتساؤلات .. هل يقص المسلم أظافره وشعره قبل أن يضحي؟

الأربعاء 12 حزيران , 2024 09:19 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات ـ إسلاميات 

تشعبت الأقوال ما بين مندوب ومكروه ومحرم: 

1ـ يكره لمن أراد أن يضحي أن يحلق شعره أو أن يقلم أظفاره حتى يضحي، وهذا مذهب المالكية والشافعية، وهو قول للحنابلة، وسواءً أقص المضحي شعره أم أمسك عن ذلك؛ فأضحيته صحيحة ومقبولة بإذن الله تعالى. 

2ـ يحرم على من أراد أن يضحي - إذا رأى هلال ذي الحجة - أن يحلق شعره أو أن يقلم أظفاره حتى يضحي، وهو مذهب الحنابلة، ووجه للشافعية، وهو قول طائفة من السلف، واختاره ابن حزم وابن القيم، وقال ابن قدامة فيمن قص شعره بعد هلال ذي الحجة وقبل أن يُضحِّي: "فإن فعل استغفر الله تعالى، ولا فدية فيه إجماعاً، سواء فعله عمدا أو نسيانا". 

3ـ لا كراهة في أخذ المضحي من شعره، وهو مذهب الأحناف، الذين يرون عدم كراهة الأخذ من الشعر والأظافر للمضحي؛ وذلك لأنّه لا يحرم، ولا يكره للمضحي اللباس أو الجماع. 

ما هي الحكمة من عدم الأخذ من الظفر أو الشعر: 

الأولى: أن يبقى بكامل جسده؛ لكي يعتق الله تعالى جسده كاملاً من النار. 

الثانية: لكي يتشبه بالمحرم الحاج. 

متى يستطيع المضحي حلق شعره؟ 

إن سبب عدم قص الشعر والأظافر للمضحي هو نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - له عن ذلك منذ ظهور هلال ذي الحجة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: (من كان له ذبح يذبحه، فإذا أهل هلال ذي الحجة، فلا يأخذن من شعره، ولا من أظفاره شيئا حتى يُضحِّي)، لذا يستطيع أن يحلق المضحي شعره دون كراهة أو حرمة – استناداً لحديث النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وبحسب أقوال الفقهاء بعد أن يُضحِّي.  

الشروط التي يجب توفرها في المضحي: 

1ـ أن يكون المضحي مسلماً، فلا تصح الأضحية من الكافر والمشرك بالله – تعالى -. 

2ـ أن ينوي المضحي الأضحية، إذ إن الأضحية لا تصح بدون النية؛ لأن الذبح قد يكون لمقاصد أخرى غير الأضحية. 

3ـ أن يكون المضحي حراً وليس عبداً. 

4ـ أن يكون المضحي بالغاً، وهذا الشرط تعددت فيه أقوال الفقهاء؛ فقال الحنفية والمالكية: تستحب الأضحية في مال الصغير، أما الشافعية والحنابلة فقالوا لا تسن الأضحية في مال الصغير. 

5ـ أن يكون المضحي له مال يضحي منه، وألا يحتاج لثمنها في ضرورياته، ومن كان فقيراً فلا يُسنُّ له ذلك. 

وبعد عرض الأقوال والدلائل هل يصح للمضحي الأخذ من أظافره وشعره قبل أن يضحي؟  من الأفضل لك أيها المسلم ألا تأخذ من شعرك أو أن تقلم أظافرك قبل أن تضحي، استجابة لحديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وامثالاً لأغلب أقوال العلماء في الكراهة والتحريم. والله تعالى أعلم.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل