أقلام الثبات
إذا كان شهر ايّار اعتبرته "اسرائيل" بأنه الأعنف الذي نفّذ فيه حزبُ الله رقما قياسيّا للصواريخ والمسيّرات باتجاه الشمال- مخروقا بضربة "الهدف العسكري "الاسرائيلي" الإستراتيجي في عكا مساء الجمعة الماضي،وحيث لا تزال الرقابة العسكرية حتى الان تفرض حظرا مُطبقا حول نشر ايّ تفصيل يكشف هويّته.. فإنّ شهر حزيران الجاري قد يكون الأخطر ربطا بعمليّات نوعية غير مسبوقة جهّزها الحزب، ردّا على التهديدات "الاسرائيلية" عالية السقف تجاه لبنان، والتي عبرت بالتزامن مرّة اخرى الى بيروت عبر سفارات غربيّة، حدت بإحداها- وهي السفارة البريطانيّة، الى تحديد منتصف الجاري موعدا لبدء الهجوم "الإسرائيلي" على لبنان، قبل ان تنفِ الخارجية البريطانية الخبر لاحقا!
هذا وسط تسريبات نُقلت عن خبراء عسكريين مقرّبين من حزب الله، ألمحت الى "مفاجأت كبيرة جهّزها الحزب للأيام المقبلة قد تفاجئ "اسرائيل" من حيث ضخامتها وتطوّرها وقد تكون احداها "جوّية" من العيار الثقيل!
وعلى وقع قرع طبول الحرب على لبنان، ربطا بارتقاء المواجهة الدائرة جنوبا صعودا نحو منحى خطير، بدا لافتا حِراك بعض السفارات الغربية في بيروت، التي تواصلت مع قيادتّي الجيش والأمن العام، للحصول على اذونات بإدخال عناصر وأعتدة بزعم تخصيصها لإجلاء رعاياها عند اندلاع الحرب-وفق ما ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية، والتي لفتت الى انّ السّفارات لم تكشف عن كلّ ما تنوي استقدامه، واشارت الصحيفة الى اشكال حصل مع احدى تلك السفارات عندما تبيّن في عمليّة تدقيق جرت في مطار بيروت الدولي، وجود كميّة من المتفجرات التي لم تُعرَف الغاية منها، كما استقدام اسلحة فرديّة وكواتم صوت!.. فما علاقة تلك الأسلحة بإجلاء الرعايا عند اندلاع الحرب؟!
وتزامنا مع إنهاء استعدادات فِرَق قيادة المنطقة الشمالية للسيناريو القتالي ضدّ حزب الله- وفق اشارة صحيفة "يديعوت احونوت" العبرية، والتي اضافت "انّ العمل قائم للتعامل مع سيناريو غزو الحزب للأراضي "الاسرائيلية"، كما مع سيناريوهات اخرى مثل نجاح مقاتلي التنظيم بأسر جنود "اسرائيليين" في احتكاك مباشر".. حطّ بنيامين نتنياهو بشكل سرّي في مستعمرة كريات شمونة بعد ليلة الحرائق المهولة التي اشعلتها صواريخ حزب الله في المستعمرات الحدودية، ليُطلق تهديدات تضمّنت "الإستعداد لعمليّة مكثّفة للغاية" في لبنان!
لم ينتظر حزبُ الله طويلا للرّد على نتنياهو وتهديداته. فبادر الى تنفيذ عملية نوعية من ضمن سلسلة عمليات اخرى، هذه المرّة على تجمّع لضبّاط وجنود "اسرائيليين" جنوب مستعمرة"الكوش" بالجليل الغربي، وأفضت الى مصرع 3 جنود وإصابات بينها 5 وُصفت حالتهم ب"الميؤوس منها".. العملية التي وصفتها وسائل اعلام عبريّة ب "الهجوم الأصعب في الشمال منذ بدء الحرب"، اُلحقَت بتقارير "اسرائيلية" تحدّثت عن "حصول هجوم الكتروني غير مسبوق على أنظمة الكشف ما ادّى الى إتلاف الصورة الجوّية للجيش الإسرائيلي في المنطقة".
ثمّة تسريبات نُقلت امس عن "إعلام اميركي" وتداولتها مواقع اخباريّة عدّة، ومفادها" انّ الجيش الإسرائيلي" سيستدعي 50 الف جندي احتياط اضافي الى جبهة الشمال"، وادرجتها في سياق احتمال ان تكون المعلومات حول غزو برّي لجنوب لبنان صحيحة"!
تدرك "اسرائيل" انّ اي عملية برية في الجنوب، دونها عقبات ومخاطر جمّة.. وهذه المرّة سيُضيف حزبُ الله الى جعبة مكاسبه، التركيز على أسر جنود، وهو ما يُقلق العديد من المحلّلين والخبراء العسكريين "الإسرائيليين"، اضافة الى قدرته على اقتحام المراكز العسكرية "الإسرائيلية"، وهو ما دلّت عليه العديد من عمليّاته بينها عملية موقع "راميا" من مسافة قريبة جدا، وعلّق عليها الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله بالقول" لو ارادوا الدخول اليها لدخلوا".. ليبقى.. الهجمات الجوّية، والتي لطالما تبجّحت "اسرائيل" بتفوّقها الجوّي. صحيفة "يديعوت احرونوت" التي ذكرت اوّل امس الثلاثاء، "انّ الجيش الإسرائيلي سينقل لأوّل مرة ساحة قتاله الرئيسية من غزّة الى شمال اسرائيل قرب لبنان، اوضحت "انّ الجبهة قد تكون محصورة بهجمات جوّية".. لكن!
حزبُ الله الذي يدرك جيّدا تعويل "اسرائيل" على سلاح الجوّ بشكل كبير بديلا عن عملية برّية في الجنوب تحيط بها الأخطار من كلّ جانب، وإمكانيّة مبادرتها الى تنفيذ هجمات جوّية مكثّفة وبشكل مباغت على مناطق جنوبية ولربما وصولا الى العمق اللبناني-استنادا الى معلومات تلقّفتها قيادته في الايام الأخيرة عن احتمال تنفيذ ضربة "اسرائيلية" استباقيّة ضدّ الحزب- وفق ما لفتت معلومات شحصيّة صحفيّة مخضرمة، على ان تبادر الولايات المتحدة الى التدخّل والضغط منعا لردّ الحزب.. آثر توجيه رسالة تحذير "استباقية"، عبر إسقاط مسيّرة "هيرمز 900 " -وهي من اكبر واغلى الطائرات التي يتغنّى بها الجيش "الاسرائيلي"، بصاروخ ارض-جوّ..
ليفتح "اصطياد" نخبة طائراتها المسيّرة الباب واسعا في الكيان "الاسرائيلي".. امام ما يخبئه الحزب حيال منظومته الجوّية للحرب الكبرى القادمة، والتي لطالما اثارت قلق الاروقة الأمنيّة والإستخبارية "الإسرائيلية".. طالما اكتفى الحزب ب "تمرير" هذه الرسالة التحذيرية، من يضمن في "اسرائيل" عدم امتلاكه صواريخ متطوّرة قادرة على اسقاط طائراتها الحربية؟.. وضمنا "أف16" و"أف 35 "؟!
ومن يضمن في "اسرائيل"- في حال انزلقت الأمور نحو الحرب الشاملة انطلاقا من لبنان، عدم انخراط ساحات محور المقاومة في المنطقة فعليّا في هذه الحرب؟ في 19 نيسان-ابريل الماضي، سدّدت المقاتلات "الاسرائيلية" ضربات على مواقع للجيش السوري جنوب البلاد، الا انّ ردّ الدفاعات الجوّية السوريّة لم يقتصر حينها على اسقاط الصواريخ المعادية، بل تعدّاها الى تشغيل بطاريات "اس300" الصاروخية.. الخبر الذي مرّ بعيدا عن الضوضاء ربطا بتصدّر العدوان المستمر على غزّة واجهة الأحداث العالميّة، الا انّ مجلّة "نيوزويك" الأميركية تلقّفت الخبر سريعا، وتساءلت" لماذا تقصّدت دمشق ارسال هذه الرسالة التحذيرية القوية الى "اسرائيل" في هذا التوقيت تحديدا؟ وهل تغيّرت قواعد اللعبة ايضا في سورية؟
تشير معطيات عسكرية الى تصعيد مرتقب لعمليات محور المقاومة الى حدّ خطير.. بدءا من غزة- حيث نفّذ المقاومون في كتائب القسّام صباح اليوم "إنزالا خلف خطوط العدو " و"عبورهم من رفح الى اسرائيل والاشتباك مع القوات الاسرائيلية بالقرب من معبركرم ابو سالم"-وفق اعتراف اذاعة الجيش "الإسرائيلي"، واصفة العملية ب" الحادث الأمني الخطير".. الى جبهة "انصار الله اليمنية" التي "دشّنت امس الاربعاء، صاروخ "فلسطين" الباليستي في اوّل عملية له صوب موقع عسكري "اسرائيلي" في ايلات..وعمليات مشتركة للحركة مع المقاومة العراقية..
اما عن الجبهة اللبنانية، " من المرجّح ان يستكمل حزب الله عملياته النوعية بشكل تصاعدي ويفجّر قريبا احدى مفاجآته المدوّية-وفق تلميح مصدر عسكري روسي، توقع "ان تكون سماء لبنان قريبا مصيدة لمقاتلات حربيّة اسرائيلية"!