مقالات مختارة

موقع "Responsible Statecraft" الأميركي ينشر مقالاً للكاتب جاك هنتر يتحدث فيه عن توقيع نيكي هايلي على قذيفة إسرائيلية وكتابتها عبارة "اقضوا عليهم"، ويقول: "حتى لو كانت تقصد أعضاء حركة حماس، إلّا أنّ السلاح هذا تم استخدامه لقتل المدنيين الأبرياء". 

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف: 

أثناء زيارتها "إسرائيل" هذا الأسبوع، كتبت نيكي هايلي على قذيفة مدفعية إسرائيلية عبارة "اقضوا عليهم". ورغم أننا لا نستطيع أن ندخل في رأسها، لكن ربما كانت تقصد القضاء على حركة حماس، لكن الأسلحة الإسرائيلية التي يأتي أغلبها من الولايات المتحدة، والتي استخدمت "للقضاء على حماس"، تسببت بمقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء، وبشكل عشوائي، في قطاع غزة.

ولا يزال هناك عدد لا يحصى من الأشخاص تحت الأنقاض بسبب الغارات الجوية المستمرة وهجمات الطائرات بدون طيار في جميع أنحاء المنطقة التي تبلغ مساحتها 141 ميلاً مربعاً على مدار 7 أشهر. وحتى مطلع نيسان/أبريل، دمّر نحو 62% من المنازل بالكامل، و84% من المستشفيات والمرافق الصحية.

وجاء توقيع هايلي المظلم بعد أيام قليلة من الإدانة الدولية الشديدة لـ"إسرائيل" بسبب قصفها مخيماً للنازحين الفلسطينيين، ما أسفر عن مقتل 45 شخصاً وإصابة 249 آخرين.

وكتبت منظمة العفو الدولية في منصة "إكس" رداً على هايلي: "الصراع ليس مكاناً للأعمال الدعائية المثيرة. الصراع له قواعد. يجب حماية المدنيين".

وانتقد عضو الكونغرس الديمقراطي جمال بومان فعل هايلي بالقول: "إنّها إنسانة مثيرة للاشمئزاز. هذه لغة إبادة جماعية.. على نيكي هايلي أن تخجل من نفسها".

وقال أحد المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي تعليقاً على صورة نيكي هايلي التي ظهرت فيها وهي تكتب عبارة "اقضوا عليهم"، والتي انتشرت بكثرة: "إذا كنت تعتقد أن بايدن والديمقراطيين سيّئون في ما يتعلق بالحرب على غزّة - أعتقد أنّهم كانوا فظيعين - فاعلم أنّ الجمهوريين سيكونون أسوأ بكثير. هايلي مثال على ذلك"، وما قاله صحيح.

إنّ شيئاً خطيراً مثل الحرب "ليس مكاناً للمجازفة". ونظراً إلى عدد الضحايا المدنيين، فليس من المستغرب أنّ لغة هايلي، التي تم لصقها على قنبلة ستستخدمها "إسرائيل" ضد المراكز المكتظة بالسكان مثل رفح وضواحيها، صدمت البعض، باعتبارها لغة "إبادة جماعية".

عندما تكتب هايلي "اقضوا عليهم" على سلاح إسرائيلي، فهي لا تفكر في عائلة يتم ترويعها أو في فتاة تبلغ 3 سنوات يتم تفجيرها. وفي الوقت الحالي، فإنّ أعداد المدنيين الذين يقتلون على يد القوات العسكرية الإسرائيلية في غزة أكبر كثيراً من عدد القتلى من أعضاء حماس، الأمر الذي يلفت الانتباه والإدانة من مختلف أنحاء العالم.

إنّ كتابة عبارة "اقضوا عليهم" على سلاح في خضم واحدة من أكثر الصراعات دموية في عصرنا هو أمر مرعب بحق للأشخاص العاديين ذوي البوصلات الأخلاقية العادية، فإلى أين تتجه بوصلة المحافظين الجدد الأخلاقية الآن؟

 إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً