مقالات مختارة
الذكرى السنوية هذا العام للحدث الكبير الذي شهدته الاحساء وبالتحديد مدينة الهفوف عاصمة إقليم الاحساء التاريخي المظاهرات الحاشدة في يوم الجمعة 4 / مارس / 2011 للمطالبة بالحقوق والعدالة والإصلاح والافراج عن معتقلي الرأي وخاصة عن الداعية الحقوقي العالم سماحة الشيخ توفيق العامر الذي كان معتقلا في تلك الفترة.
مظاهرة استمرت لساعات -للتعبير عن الحراك الشعبي السلمي- أنطلقت من شرق الهفوف من مسجد أئمة البقيع إلى مبنى امارة الأحساء التاريخية في سوق الهفوف، حيث رفع المتظاهرون خلال المظاهرات السلمية، أصواتهم بشعارات ذات سقف عالي أمام مبنى الإمارة لتكون حدثا تاريخيا لا ينسى، ثم عادت المظاهرات الى موقع الانطلاق بقوة اكبر وأعظم.
مرت هذه الذكرى التاريخية العزيزة على أهل إقليم الأحساء والوطن وخاصة لمن شارك خلالها، هذا العام في ظل ظروف صعبة جدا تشهدها الأمة العربية والإسلامية بل البشرية، بعد عملية طوفان الأقصى لتحرير فلسطين، حيث يرتكب كيان الاحتلال الصهيوني جرائم إبادة جماعية في غزة، جريمة غيرت العالم، وكشفت للعالم حقيقة النزعة العنصرية والنازية والاجرامية والاحتلال والدموية لكيان الاحتلال الصهيوني، وأظهرت مدى قبح المجتمع الدولي، وحكومات الغرب، وأيضا الحكومات العربية التي تعاملت بعضها بالصمت (لا أرى لا أسمع لا أتكلم) والبعض بالتآمر على أهلنا في غزة وفي فلسطين عبر تقديم العون والمساعدة والمساندة لكيان الاحتلال الصهيوني، والشعوب العربية في حالة خوف من قمع الأنظمة الحاكمة التي هددت باعتقال كل من يتظاهر ويدعم شعب غزة فلسطين!.
بينما أغلب شعوب العالم خرجت في مظاهرات مليونية حاشدة لنصرة غزة والمطالبة بإيقاف العدوان الصهيوني على غزة!!.
من المعيب حدوث تلك الجرائم المروعة في غزة في ظل صمت وعدم اكتراث الشعوب العربية بما يحدث هناك من حصار ومنع للماء والغذاء والدواء والكهرباء وتدمير المساكن والمستشفيات والمساجد والمدارس والجامعات والمؤسسات وتدمير البنية التحتية وقتل أكثر من 30 الف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وأكثر من 70 الف مصاب!!.
كيف للعالم وخاصة العرب يصمتون حول ما يحدث من مجازر منذ أكثر من خمسة أشهر؟.
كيف لمئات الملايين من العرب لم يتحركوا ولم يعترضوا على العدوان الصهيوني المجرم على أهلهم في غزة؟.
كيف لم يبادروا لإرسال وادخال المساعدات وفتح الحدود لنصرة غزة؟.
خذلان حكام العرب والغرب والمجتمع الدولي أنكشف بصمتهم ومساندتهم لكيان الاحتلال الصهيوني الذي يرتكب أبشع جرائم الابادة الجماعية في التاريخ الحديث في غزة، ولأول مرة في التاريخ البشري مجازر وحشية يشاهدها كل البشر موثقة بالفيديو، انه عالم بلا قيم ولا أخلاق ولا حقوق ولا .. لقد سقطت الحضارة الغربية والمجتمع الدولي، والحكومات العربية.
اهلنا الشعب العربي المسلم في فلسطين غزة بالتحديد يتعرضون للجوع والمرض و..، بل تحولت غزة إلى مجاعة يا عرب!.
لم يتوقع احد في العالم ان يشاهد هذه المجازر المروعة والمناظر البشعة والوحشية في غزة، فهذه اول مرة يشاهد العالم مجازر ابادة في التاريخ البشري لحظة بلحظة..؟ فلا يتحرك العالم لإيقاف عدوان كيان الاحتلال الصهيوني المجرم القاتل المتوحش!.
لو يوجد شعب عربي لديه الواعي والغيرة والمروءة والمشاعر الإنسانية والاخوة الدينية لم يتجرأ كيان الاحتلال الصهيوني ولا امريكا ومن يدور في فلكها من ارتكاب هذه الابادة على غزة.
ولكن كيان الاحتلال الصهيوني وامريكا القتلة المجرمين، يعلمون مدى الضعف والهوان والذل والتخاذل لدى من يحكم ويتحكم بمصير الأمة العربية في هذا الزمن المخزي!!!.
الجيل العربي المعاصر الذي يشاهد أعظم مجازر ابادة بشرية في العصر الحديث الذي يرتكبها الاحتلال الصهيوني على اهلنا في غزة، سيتم وصفه بالمتخاذل عن نصرة الحق شعب فلسطين، وانه أسوأ الاجيال!.
بعد النكبة كنا نتساءل كيف فشل العرب على كثرتهم من وقوعها؟.
والسب هو التخاذل، وما يحدث الآن أعظم.
من المؤسف جدا جدا ان تصمت وتتخاذل الشعوب العربية عن نصرة أهلنا في غزة وشعب فلسطين كافة، ولو بالتضامن او التظاهر السلمي المؤيد ل غزة، ومن العار ان بعض الحكومات العربية تقف مع الاحتلال الصهيوني ليكشف الشعب العربي قبح الصهاينة العرب، نعم لقد انكشفوا وانفضحوا من هم عرب بالاسم فقط ولكنهم ضد القيم الإسلامية والقومية العربية والمشاعر الإنسانية عبر تعاملهم ومساندتهم للاحتلال الصهيوني.
هل سيثبت الشعب العربي بانه شعب مؤمن برسالة القرآن الكريم ملتزم بتعاليمه عبر: التكافل والتضامن مع العدل والحق ونصرة المظلوم فلسطين غزة من باب ديني وإنساني، ورفض الظلم والظالمين كيان الاحتلال الصهيوني المجرم الذي يرتكب جرائم ابادة بحق اهلنا في غزة؟.
اننا في هذا العام وبسبب العدوان الصهيوني نقف مع اهلنا شعب فلسطين كافة ومع غزة بالتحديد ومع المقاومة في لبنان واليمن والعراق ومع كل مقاوم للظلم والاحتلال، ومع الحق والعدل. ونقدم خالص التحيات والشكر لكل حر شريف يتضامن مع شعب فلسطين ويطالب بإيقاف العدوان الصهيوني على غزة، وتحية لدولة جنوب افريقيا التي رفعت دعوى في محكمة العدل الدولية لمحاكمة كيان الاحتلال بتهمة ارتكاب جرائم ابادة وحرب جماعية في غزة، وشكر خاص لمن ساند فلسطين وساند دولة جنوب إفريقيا، بينما الدول العربية تتسابق في تقديم الدعم لكيان الاحتلال الصهيوني المجرم القاتل!.
عذرا يا أهلنا في غزة على تقصيرنا بنصرتكم..، ولكننا لن نصمت وسنبذل ما نستطيع لنصرتكم وسنطالب بإيقاف عدوان الاحتلال الصهيوني المجرم، والمطالبة بالافراج عن معتقلي ومعتقلات فلسطين من سجون الاحتلال الصهيوني بعد سنوات طويلة من الاعتقال فهناك أطفال ونساء وشيوخ، وسنبذل ما نستطيع ولو بالكلمة وتسجيل موقف تاريخي بالوقوف معكم مع الحق والعدل ونصرة المظلومين ورفض الظالمين.
وعذرنا يا أخواننا ويا اخواتنا -فهناك أطفال ونساء وشيوخ- في سجون الاعتقال بسبب التعبير عن الرأي او التظاهر السلمي في بلادنا من الأحساء والقطيف وكل منطقة، والبحرين وفي كل دولة عربية والعالم، لقد قصرنا بحقكم وحقوقكم ونصرتكم والمطالبة بالافراج عنكم والتحدث عن مواقفكم، ومواقف الأبطال الذين خرجوا في مظاهرات سلمية للمطالبة بالحقوق والعدالة والكرامة، ومنها مظاهرات 4 مارس ، لقد قصرنا نحوكم في هذا العام بسبب الانشغال بالحدث الأعظم في هذه الفترة الذي يشغل العالم وخاصة الاحرار والشرفاء، بالدفاع عن اهلنا في غزة، وايقاف عدوان كيان الاحتلال الصهيوني، وحتما هو يشغلكم ويؤلمكم وأنتم في ظلمات السجون.
وبهذه الذكرى 4 / مارس ذكرى البطولة والوفاء ونصرة الحق والعدل والحرية والمظلومين ندعو للافراج عن معتقلي الرأي والمشاركة في المظاهرات السلمية، وإنهاء هذا الملف (ملف المعتقلين والمعتقلات بسبب التعبير عن الرأي) والاعدامات الجائرة، يكفي كل هذه السنوات الطويلة من الاعتقال التعسفي والتعذيب النفسي والجسدي. ونقول لمجتمعنا تذكروا المعتقلين والمعتقلات وحال اهاليهم وتصامنوا معهم لأنكم أهل الوفاء.
تحية للأحرار والشرفاء والأبطال الذين يضحون لأجل العدالة والدفاع عن المظلومين والمطالبة بالحقوق المدنية والسياسية للمساهمة في بناء وطن حضاري يمثل جميع المواطنين.
تحية لكل من قال كلمة حق ومن نصر مظلوم، ولكل من شارك في 4 مارس وفي كل مظاهرة سلمية لأجل الإصلاح والحق والعدل والحرية. تحية لمن يتضامن مع المعتقلين والمعتقلات ومع الشهداء ومن يتضامن مع أهالي المعتقلين والمعتقلات والشهداء.
الحرية لمعتقلي ومعتقلات الرأي.
النصر لغزة فلسطين.
علي آل غراش ـ كاتب وباحث
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً