مقالات مختارة
المتداول حسب التفسير اليهودي للتوراة كما في سفر التكوين 15:18-21 يذكر عهد الله مع إبراهيم بشأن "إسرائيل الكبرى أو أرض إسرائيل الكاملة" وهي عبارة تشير لحدود "اسرائيل".
"فِي ذَلِك الْيَوْمِ عَقَد الله مِيثاقا مع ابرام قَائِلا سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ 19 أَرْضَ الْقَيْنِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ، وَالْقَدْمُونِيِّينَ 20 وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ 21 وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ".
في سفر التكوين 15: 18 في ذلك اليوم قطع الرب مع إبراهيم ميثاقا قائلا "لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات".
حسب هذا الادعاء، تشمل حدود ارض "اسرائيل" كل الأراضي المحتلة عام 1948والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان، وفي الوقت الحالي، فإن التعريف الأكثر شيوعا للأرض المشمولة بالمصطلح هو اراضي "دولة اسرائيل" مع الاراضي الفلسطينية.
يشمل التعريف السابق، الذي تفضله الصهيونية، اراضي امارة شرق الاردن السابقة وتشير الاستخدامات الدينية لمصطلح "اسرائيل الكاملة" إلى أحد التعاريف التوراتية لأرض "اسرائيل" الموجودة في سفر التكوين 15: 18-21، سفر التثنية 11:24، سفر التثنية 1: 7، سر العدد 34: 1-15 أو سفر حزقيال 47: 13– 20.
يشار الى "اسرائيل الكاملة" في بعض الاحيان باسم ارض الميعاد (المعرفة في سفر التكوين 15: 18-21)، أو "أرض إسرائيل"، أو كامل أرض "إسرائيل" تعتبر هذه ترجمة أكثر دقة من "إسرائيل الكبرى".
يحتوي العهد القديم حسب تفسيرهم على ثلاثة تعاريف جغرافية لأرض "اسرائيل"، ويبدو ان التعريف الاول الموجود في سفر التكوين 15: 18-21 يحدد الارض التي أعطيت لجميع ابناء ابراهيم، بما في ذلك اسماعيل، وهو يصف مساحة كبيرة من جدول مصر الى نهر الفرات، التي تضم كل من "اسرائيل" الحديثة والاراضي الفلسطينية ولبنان وسوريا والأردن والعراق، وكذلك الكويت والسعودية والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان واليمن ومعظم تركيا والارض الواقعة شرق نهر النيل.
توجد التعاريف الأخرى في سفر التثنية 24:11 وسفر التثنية 1: 7 وسفر العدد 34: 1-15 وسفر حزقيال 47: 13-20. تصف هذه التعاريف مناطق أصغر ويشير التعريف الوارد في سفر العدد وسفر حزقيال إلى الارض التي جرى تقسيمها بين القبائل الاثني عشر الاصلية لإسرائيل بعد استقدامهم من مصر، والحدود كما عرفت في كتاب سفر التثنية هي تلك التي ستعطى لبني اسرائيل ببطء على مر السنين .
تعتبر المنظمات الصهيونية الجديدة، أراضي الاحتلال البريطاني لفلسطين وشرق نهر الأردن على انها "إسرائيل الكبرى" وهذا ما اعلنه اول رئيس لحكومة العدو في العام 1937 ديفيد بن غوريون "ان التقسيم البريطاني لفلسطين سيكون مقبولا ولكن كخطوة اولى" واضاف "هذا بسبب ان هذه الحيازة المتزايدة ليست ذات اهمية في حد ذاتها فحسب، بل لأنه من خلالها نزيد من قوتنا، وكل زيادة في القوة تساعد في حيازة الأرض ككل واقامة الدولة حتى لو كانت فقط على جزء من الارض، وهي التعزيز الاقصى لقوتنا في الوقت الحالي ودفعة قوية لمساعينا التاريخية لتحرير البلد بأكمله".
أعرب بن غوريون عن الرأي نفسه في مناسبات اخرى، مثل الاجتماع التنفيذي للوكالة اليهودية في تموز 1938، وكذلك فعل حاييم وايزمان، واضاف بن غوريون: "سنحطم هذه الحدود التي تفرض علينا، وليس بالضرورة عن طريق الحرب، أعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق بيننا وبين الدول العربية في مستقبل غير بعيد".
من جهته ثانية، قبلت قيادة الصهيونية الاشتراكية العمالية، التي استمرت في حكم الكيان الصهيوني في العقود الثلاثة الأولى من الاحتلال، التقسيم العملي لفلسطين إلى دولتين مستقلتين يهودية وعربية وسعت بعض قيادات العصابات الصهيونية الذين شكلوا حزب الليكود، إلى قيام "اسرائيل الكبرى"، او حرفيا، ارض "اسرائيل الكاملة"، والاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع وغزة من الاردن ومصر خلال عدوان عام 1967، ففي هذه الحرب الغت قوات الاحتلال فعليا التقسيم الذي جرى قبوله عام 1948 وادت الى نمو حركة "اسرائيل الكبرى" غير البرلمانية وبناء المستوطنات وكان لانتخابات عام 1977، التي اوصلت حزب الليكود الى الحكم، تأثير كبير في رفض ما يسمى التقسيم .
في ذلك الحين، كان مناحيم بيغن يبشر بالولاء المطلق لما أسماه يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وروج للاستيطان الصهيوني هناك ، وتمكن بيغن من أن يصبح سادس رئيس وزراء حكومات العدو، لكنه لم يضم الضفة الغربية وقطاع غزة لإسرائيل بعد توليه منصبه في عام 1977 ولغاية 1983 لعدة اسباب منها المقاومة المسلحة وخوفا من أن يحول "اسرائيل" إلى دولة ثنائية القومية بدلا من دولة يهودية نظرا للخلل في عدد السكان، كما منح إسحاق شامير اثناء رئاسته لحكومة العدو حركة الاستيطان التمويل والشرعية الحكومية مدعومة بالقوة العسكرية.
عمل مائير كاهانا، وهو عضو قومي متشدد في الكنيست، والذي أسس رابطة الدفاع اليهودية الأميركية وحزب كاخ الصهيوني، نحو "اسرائيل الكاملة" وقتل الفلسطينيين وغيرها من الاهداف الصهيونية الدينية، الا انه في الوقت الحاضر لا يستخدم مصطلح "اسرائيل الكاملة" بسبب الطبيعة المثيرة للجدل للمصطلح، ويستخدم مصطلح "ارض اسرائيل" عوضا عنه.
القطعة النقدية 10 اغورة وعلم الكيان الصهيوني
الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تحدث عن القطعة النقدية اغورة والخريطة التي نقشت عليها في مجلس الامن عام 1990 وحذر من الأطماع التوسعية، لكن الصهاينة أنكروا الخريطة وزعموا ان المرسوم على العملة مستنسخ من عملة قديمة قبل الميلاد، وفي مناسبة اخرى صرح الرئيس عرفات بأن الشرائط الزرقاء للعلم الصهيوني" تمثل نهر النيل والفرات كحدود لأرض "اسرائيل"، وجاء الرد على الرئيس عرفات، انه صمم وفقا لألوان "شال التاليت" التقليدي، وهو شال الصلاة.
هذا الكذب كشف عنه الغطاء الحاخام المتشدد اليعازر ميلاميد، في تصريح قال فيه ان "النيل والفرات هما حدود اسرائيل"، الحاخام ميلاميد تحدث ايضا في العديد من المناسبات عن ارض "اسرائيل" وحدودها من النيل إلى الفرات، اضافة لحديثه في محاضرة عن الشمعدان السباعي وخلفه خريطة محفورة تحيط بثلث ارض الحرمين وثلثي العراق ونصف سوريا وكل الاردن ولبنان وفلسطين، هذه التصريحات ليست عشوائية وتعني الكثير، خصوصا وانها صادرة عن حاخام له مكانته لدى اليهود، في وقت "اسرائيل" لم تعلن او تعرف حدودها بشكل رسمي، وهنا نشير الى وصية الاستاذ في جامعة بار ايلان هيليل فايس بضرورة اعادة بناء معبد الهيكل وبسط الحكم اليهودي على القدس.
بالعودة الى المؤرخين والكتاب عندهم لوجدنا ان الافكار الصهيونية كانت تجمع على البحث عن وطن لهم في اي بقعة على الكرة الارضية للم شمل اليهود، وعرض عليهم بلاد الكونغو واوغندا والارجنتين الخ، الى ان استقرت آراؤهم على القدس بتعاليم تلمودية وصفت بالمقدسة كتبها حاخامات الغرب تلبية لمصالحه التي تقاطعت مع مصالحهم على حساب مصالح الشعوب في البلاد العربية.
جعفر سليم ـ عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً