الشهيد النمر قيادة شجاعة لنصرة المظلومين وقضية فلسطين

الأربعاء 21 شباط , 2024 10:14 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

من الصفات البارزة في شخصية الشهيد المظلوم الشيخ نمر النمر - رضوان الله عليه - بالإضافة إلى الشجاعة حيث إنه شجاع جدًّا بمواصفات الشجعان على مستوى العالم، فهو يتميّز بالأخلاق الحميدة العالية، وخاصة التواضع الجم لدرجة نكران الذات وحالة الأنا مع الآخرين وخاصة المؤمنين والمستضعفين والفقراء، لقد طبق صفة التواضع بشكل حقيقي وعملي في شخصيته، فهو متواضع في ملبسه ومأكله ومسكنه ومجلسه، لقد اقترب من عامة الناس، كان شديد التواضع..، قريبًا من الشباب، يتحدث مع الكبير والصغير والفقير والغني، يقف في الطريق ليستمع للشباب، ويجالسهم على رصيف الطريق وكأنه من مستوى الشاب البسيط، يشارك في البناء والترميم والتجهيزات اللازمة لخدمة المجتمع بيده وما يستطيع، يقوم بأموره بنفسه يرفض وجود أي حماية أمنية أو سائق رغم انه مستهدف.
انه متواضع جدًّا جدًّا رغم انه شجاع جدًّا، ورغم قيادته ومكانته العلمية والاجتماعية. ورغم التواضع الحقيقي الظاهر في شخصية الشهيد الشيخ النمر للمؤمنين والمظلومين والمستضعفين، في المقابل تبرز في شخصيتة العزة والكرامة والانفة والتحدي والشدّة وعدم التنازل مع الظالمين والمتكبرين. 

الشهيد النمر وقضية فلسطين 

قضية فلسطين قضية الحق والحقيقة والعدالة والكرامة، وهي بوصلة الاحرار والشرفاء، فهي كذلك في وجدان الشهيد الشيخ نمر النمر - رضوان الله عليه - فهو كان حريصًا على نصرة قضية فلسطين في كافة المناسبات، وقيادة المظاهرات في القطيف لنصرة فلسطين رغم أجواء الترهيب والتخويف والاعتقالات التعسفية من قبل السلطة الحاكمة، تضامن الشهيد النمر مع فلسطين من باب رفض الظلم والاحتلال ومحاربة كيان الاحتلال الصهيونى المجرم، ودعم ومساندة المستضعفين والمظلومين، مهما كانت التكلفة. لقد قال الشهيد النمر: “نحن نقف مع المستضعفين في الأرض في كلّ مكان، ندافع عنهم، لا ندافع عن الظالم، لا ندافع عن الطاغي، ولا ترهبنا القوّة”.

بوجود الشهيد الشيخ النمر، كانت المنطقة تشهد مظاهرات حاشدة للتضامن مع فلسطين وغزّة وكان الناس يشعرون بالأمان والفخر والاعتزاز والكرامة بالمشاركة في مظاهرات يقودها الشيخ النمر، وبعد استشهاده، توقفت المظاهرات الداعمة والمساندة لأهلنا في فلسطين وغزّة؛ لان الساحة فقدت القائد الشجاع الذي حمل راية فلسطين والدفاع عن فلسطين ونصرة فلسطين. 

كما فقدت الساحة من كان يسير على نفس المنهج العالم المناضل آية الله الشيخ حسين الراضي من الأحساء وبالتحديد بلدة الحوطة التابعة لمدينة العمران، الذي تمّ اعتقاله لأنه وقف مع المستضعفين والمظلومين ورفض الظالمين والمعتدين ورفض كيان الاحتلال الصهيونى ولانه كان يقود المظاهرات الحاشدة في الأحساء للتضامن مع فلسطين والقدس وغزّة.

غزّة العز الذي تتعرض منذ أشهر لعدوان كيان الاحتلال الصهيونى المجرم الذي يرتكب المجازر وجرائم إبادة على غزّة حيث سقط أكثر من 21 الف من الشهداء المدنيين الأبرياء ومعظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة والمستشفيات والمدارس والمساجد والمساكن وتدمير البنية التحتية، انها أعظم مجزرة إبادة في التاريخ الحديث في ظلّ تواطؤ المجتمع الدولي ودعم مع أميركا والغرب وخيانة من قبل الصهاينة العرب، غزّة خلال هذا العدوان الذي تتعرض له تفتقد وجود الشهيد الشجاع جدًّا الشيخ النمر ووجود الشيخ الكبير آية الله الشيخ حسين الراضي المعتقل رغم انه شيخ كبير طاعن في السن ويعاني من أمراض الشيخوخة!.

لماذا إعدام الشهيد النمر؟

الهدف الحقيقي من إعدام الشهيد الشيخ النمر - رضوان الله عليه -، الانتقام من الشيخ النمر لدوره وشجاعته وانتقاده للسلطة وكبار المسؤولين، وكتم أنفاس الشعب واستباحة حقوقه، وإسقاط اي مشروع للحوار والإصلاح واحترام رأي الشعب وإعطائه حقوقه لبناء دولة تمثل إرادة الأمة، ومنع مشاركة الشعب في اتّخاذ قرارات الدولة، وعدم إعطاء الحق للشعب في حل الازمات الوطنية لبناء وطن للجميع. 
إعدام الشيخ النمر، محاولة لترسيخ الاستبداد والعنف واستمرار القتل وسفك الدماء.
ومن ضمن الأهداف لإعدام الشهيد النمر، منع اي شخص حر وشريف ينتصر لقضايا الحق والحقيقة والعدالة والكرامة كقضية فلسطين ونصرة شعبها. وإعدام فكرة الثورة والإصلاح والعزة والكرامة والتضحية والشهادة.

صراع إرادة بين الحق والباطل

لقد حاولت السلطة إثبات وبسط إرادتها الحديدية عبر القتل وسفك دماء الأبرياء، وترهيب الشارع عبر إعدام قائد الحراك والشجاع جدًا، الشهيد الشيخ نمر باقر النمر - رضوان الله عليه -، ليكون خير وسيلة لترهيب وتخويف الناس، ويكون عبرة لكل من يطالب بالحق والعدالة والحرية والكرامة والحقوق.
ولكن إلى متى سيستمر هذا الظلم ومسلسل الإعدامات الجائرة بسبب التعبير عن الرأي والمشاركة في مظاهرات سلمية ومعظمهم أطفال قصر وقت الاعتقال، واعتقال جثامين الشهداء ومنهم جثمان الشهيد الشيخ النمر والمئات، واستمرار الاعتقالات التعسفية للالاف منهم نساء وأطفال وشيوخ واصدار أحكام جائرة بالسجن لعقود من الزمن لمجرد كتابة كلمة عبر برامج التواصل الاجتماعي؟.

شمس العدالة ستشرق

ولكن مهما طال الليل.. لا بدّ ان ينجلي.. وستبزغ شمس العدالة والحقيقة والحرية والكرامة.
اننا على يقين بكلام الشهيد الشيخ النمر - رحمه الله - الذي قال: “أنا على يقين من أن اعتقالي أو قتلي سيكون دافعًا للحراك”.

رغم مرور ثمانية أعوام على شهادة شهيد العدالة والكرامة الشيخ نمر باقر النمر - رضوان الله عليه - فلا زال اسمه حيًا يرعب اعداء الحق والحقيقة والعدالة والحرية والكرامة، ليكون مصداق الآية الكريمة: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.
بل ان اعدام الشهيد النمر فتحت أبواب النضال والثورة والتضحية والشهادة في الوطن والمنطقة، وقد تحول إلى مشروع لولادة جيل من الأحرار الشجعان، عشاق الحق والعدالة والكرامة والإصلاح والتغيير والتضحية داخل الوطن وخارجه.
لقد خسر المجتمع بالتقصير بدعم ومساندة والالتفاف حول الشيخ النمر القائد الشجاع، بينما فاز الشيخ النمر بأعلى الأوسمة بالشهادة، ليتحول إلى قدوة.
نعم لقد خسر المجتمع وجود قيادة اجتماعية بتلك الشجاعة الفريدة وروح التضحية، وعدم الخوف من اي شخص، فهو لا يخاف في الله لومة لائم بشكل عملي.

رحم الله الشهيد المظلوم البطل الشجاع جدًّا الشيخ نمر باقر النمر (رضوان الله عليه) ورحم الشهداء الأبرار المظلومين، والله هو المنتقم من الظالمين.

 

علي آل غراش ـ مرآة الجزيرة

 

 إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل