لماذا يريد نتنياهو اقتحام رفح؟ ــ د. ليلى نقولا

الثلاثاء 13 شباط , 2024 12:41 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تزداد التهديدات "الاسرائيلية" باقتحام رفح، وتزداد معها المخاوف من المجزرة التي ستقع هناك في ظل وجود ما يقارب مليون ونصف فلسطيني داخل رفح، بعدما قامت "اسرائيل" بتهجير سكان القطاع تدريجياً وجمعتهم على الحدود مع مصر بهدف الضغط لتهجيرهم الى خارج فلسطين.
ويصر نتنياهو على القيام بعملية عسكرية في رفح لتحقيق الاهداف التالية:
- تنفيذ خطة تهجير الفلسطينيين الذين يقدر عددهم بمليون و400 ألف نسمة في رفح حالياً، حيث نزح اليها كثيرون من كامل القطاع، لتحقيق خطة الوطن البديل في سيناء.
- تحقيق صورة انجاز عسكري، سواء بتحرير الرهائن أو اعتقال قادة من حماس، مع العلم أن ما أعلنته "اسرائيل" عن تحرير أسيرين في رفح سيعطي حجة "لإسرائيل" لتقول إن عملية اقتحام رفح ستؤدي الى تحرير الرهائن، وتحقيق صورة انجاز تريده قبل وقف النار.
- أن يتذرع نتنياهو بتحميل مسؤولية الفشل وعدم تحقيق انجازات للمستوى العسكري، ولومه على عدم تحقيق "انتصار اسرائيلي" كان ممكناً في رفح، في حال لم يتم الهجوم.
وبالرغم من الادانات اللفظية والمطالب الغربية والاميركية لمنع "اسرائيل" من تنفيذ هذا الاقتحام، لكن اتصال بايدن الاخير بنتنياهو يشير الى أن الاميركيين منحوا نتنياهو الضوء الاخضر لتنفيذ الهجوم على رفح.
وأعلن بيان البيت الأبيض عن فحوى المحادثة، وقال إن "بايدن أكد وجهة نظره بأن العملية العسكرية في رفح ينبغي ألا تتمّ دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ"، وأضاف أن بايدن أكد لنتنياهو "ضرورة وجود خطة، لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا إلى رفح". كما أكد بايدن "ضرورة الاستفادة من التقدم في المفاوضات لإطلاق جميع الرهائن بأقرب وقت"، وشدّد على أن "هزيمة حماس وضمان الأمن الطويل الأمد لإسرائيل هدف مشترك".
أما على صعيد مصر التي هددت بتعليق اتفاقية كامب ديفيد، فمن الصعب ان تقوم بذلك فعلاً في ظل الازمة الاقتصادية الكبيرة التي تمر بها، إذ إن مصر تحصل على مساعدات أميركية كبيرة نتيجة تلك المعاهدة، ومن غير الواضح إذا كان الاميركيون سيعلقون تلك المساعدات كردٍ على تعليق المعاهدة.
المقلق أنه من الممكن أن يقوم الجمهوريون في الكونغرس بالمطالبة بوقف المساعدات لمصر كردٍّ على تعليق كامب ديفيد، وذلك من ضمن السياسات المحلية الداخلية الأميركية في الانتقادات المتبادلة بين الجمهوريين والديمقراطيين، حيث تزداد الشعبوية خلال سنة الانتخابات.
في النتيجة، البيان الاميركي واتصال بايدن يؤكدان أن الضغوط والتصريحات الغربية التي تطالب "اسرائيل" بعدم الهجوم على رفح، تبقى مجرد بيانات شكلية، بعدما تمّ منح الضوء الاخضر لنتنياهو ليعزز نفسه ضد المستوى العسكري، الذي يتخوف من تداعيات تلك العملية، خصوصاً أن بايدن أعطى نتنياهو مهلة لتنفيذها وانهائها قبل شهر رمضان، وهذا صعب تنفيذه عسكرياً.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل