مقالات مختارة
– خلال جولة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن على عواصم المنطقة، عرض البحث بما لا حاجة لبحثه، كمثل الحديث عن مستقبل غزة ما بعد حماس، بينما جيش الاحتلال الذي ينتظر منه الأميركيون إنهاء حماس يتعثر في هجومه البري ويواجه مخاطر الفشل الكبير، لكن بلينكن صارح قادة دول جوار البحر الأحمر بأن صواريخ ومسيرات أنصار الله التي تستهدف كيان الاحتلال عنصر مقلق لحكومته، وأنها عامل تصعيد، يعقد سعيه لهدنة إنسانية، ومن أجل تسهيل مهمته إقناع حكومة الكيان بالهدنة الإنسانية يجب على دول جوار البحر الأحمر وهي السعودية ومصر والأردن تفعيل دفاعاتها الجوية لمنع هذه الطائرات المسيّرة وهذه الصواريخ من بلوغ أهدافها في عمق الكيان، وربما يكون هذا بدأ بالحدوث كما تقول بعض التقارير التي تصل لأنصار الله عن مواقع الاعتراضات التي تلقاها الصواريخ والمسيّرات اليمنية.
– في مشروع بلينكن الذي يبدو أن ديفيد ساترفيلد كمبعوث للشؤون الإنسانية هو مَن قام بصياغته، طلب ثمناً من حركة حماس يتمثل بالإفراج عن رهائن من جنسيات أجنبية أميركية وأوروبية وسواها. وهم في الحقيقة مستوطنون يحملون جنسية ثانية، أو ما يعرف بمزدوجي الجنسية، وقد كانت حماس أعلنت أنها مستعدة للافراج عنهم فور توافر ظروف أمنية مناسبة، ولا يبدو أن مهلة اليومين والثلاثة المقترحة أميركياً كافية، وعندما تمت إضافة الإفراج عن من وصفتهم ورقة بلينكن ساترفيلد بـ «المدنيين الاسرائيليين»، قالت حماس إنها مستعدة لمبادلة غير العسكريين من النساء والأطفال بالنساء من الفلسطينيين والأطفال الأسرى في سجون الاحتلال، ولا يبدو أن الأمور تقدمت بعد هذه النقطة.
– في العراق حمل بلينكن مشروع الهدنة الإنسانية لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني، عارضاً منح العراق ورئيس حكومته دور الوساطة في مشروع الهدنة الإنسانية، مقابل وقف العمليات التي تنفذها قوى المقاومة العراقية ضد القواعد الأميركية في العراق وسورية، طالباً توسط السوداني مع إيران بهذا الخصوص، وبالفعل غادر السوداني الى طهران وعرض ما حمّله إياه بلينكن، وكان الجواب الايراني بالعودة الى الحوار مع قوى المقاومة صاحبة القرار، خصوصاً أن ما يعرضه بلينكن مجرد أقوال يعترف بأنه لم يحصل بعد على قبول كيان الاحتلال بها، ويريد مقابلها أفعالاً، بينما اشترطت قوى المقاومة للبحث بهدنة مع قوات الاحتلال الأميركي التزام جيش الاحتلال بهدنة في غزة، بالمهلة ذاتها.
– في تل أبيب كان وليم بيرنز مدير وكالة المخابرات الأميركية المركزية يلتقي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ويستعرض معه مخاطر المضي قدماً دون سقف زمني بثنائية عمل عسكري بري لا يحقق اقتراباً من النصر، وحملة تدمير وقتل وحشية، وتكون النتيجة سقوط جيش الاحتلال سواء لجهة المهابة العسكرية أو لجهة الحصانة الأخلاقية والقانونية، وأن الهدنة الإنسانية التي تقترحها إدارة الرئيس جو بايدن تهدف لالتقاط جيش الاحتلال أنفاسه وتقييم مسار المعارك وإعادة ترتيب أوضاعه اللوجستية وتذخر مدافعه وطائراته، بما تؤمنه واشنطن ضمن جسر جوي لا يتوقف. والأوضح من كلام الناطق بلسان مجلس الأمن القومي، جون كيربي عن آمال الرئيس بايدن بأن توافق حكومة نتنياهو على العرض لما فيه من مسعى إفراج عن رهائن، ان نتنياهو لم يعط موافقته لبيرنز.
– في بيروت كان المبعوث الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين، يدعو إلى الضغط على المقاومة لتهدئة الوضع على جبهة الحدود، رغم الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين، ولم تقم إدارة بايدن بإدانتها. والمعادلة التي يسوقها هوكشتاين هي أن التهدئة تساعد في تسويق الهدنة الانسانية لدى كيان الاحتلال، وهذا يعني عملياً ان الأميركي يريد تأمين التهدئة لصالح جيش الاحتلال، وتوفير الراحة له على جبهات الشمال والجنوب، بينما يواصل أعمال القتل والتدمير بلا ضوابط ولا سقوف في غزة، أملاً بأن يقبل بالهدنة الإنسانية، وهذا يعني عملياً بصورة أوضح ان طرح الهدنة الإنسانية لا يزال مجرد مشروع شراء للوقت لصالح جيش الاحتلال ليحقق المزيد من القتل والتدمير، أملاً بأن يترافق ذلك مع تحقيق إنجاز ما في العملية البرية، يبرّر له القبول بالهدنة الإنسانية.
– بكل وقاحة يقول المسؤولون الأميركيون، أيها العرب سهلوا للاحتلال سلخ جلد عن ما تبقى من اللحم في غزة، لأن هذا هو الطريق الوحيد لإقناعه للقبول بالهدنة الإنسانية ليستأنف الحرب بعد أيام!
ناصر قنديل ـ البناء
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً