مقالات مختارة
إن فرنسا و"إسرائيل" تعتبران الإرهاب عدوًا مشتركًا"، الكلام للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أما رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الذي كان سبقه إلى "تل أبيب" في زيارة تضامن فأعلن بوضوح: "أنا في "إسرائيل"، إنني أحزن معكم وأقف معكم ضد شر الإرهاب، اليوم ودائما" على حد تعبيره، من جهته وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أكد وقوف بلاده "إلى جانب "إسرائيل"، وإلى جانب شعبها"، هي عينة من خطاب الدول الأوروبية المساند للعدوان الوحشي الذي يرتكبه كيان العدو بحق المدنيين في قطاع غزة، فهذه الدول برأي الباحث في العلاقات الدولية د. وليد شرارة وفيّة لإرثها التاريخي الإستعماري، وما يجري يؤشر إلى أننا أمام "قبيلة غربية موحدة"، ويرى شرارة الى اننا اليوم "امام وضع دولي من ابرز سماته وجود "غرب جماعي" وهذا مفهوم يستخدم من قبل قادة هذه الدول للحديث عن التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة المندمج والموحد المواقف".
واكد شرارة ان هذه الوحدة قد تجلت "خلال الحرب على اوكرانيا، ونحن نرى اليوم ومع انطلاق معركة "طوفان الاقصى" تجليا جديدا لهذا الغرب الجماعي وهو قبيلة غربية موحدة بقيادة اميركية يقف في صف "اسرائيل" ويشارك معها في الحرب على قطاع غزة .
ويشير شرارة الى ان حاملة الطائرات والاساطيل والتغطية السياسية على المجازر والجرائم هي مشاركة في الحرب لا مجرد دعم .
نحن أمام تحوّل حقيقي في مواقف الدول الأوروبية، يؤكد شرارة، التي كانت تحاول التمايز على المستوى الشكلي، مضيفا :" كانوا دائما يؤكدون على ضرورة تطبيق القرارات الدولية فيما خص العدوان على فلسطين وتطبيق القانون الدولي اي انسحاب "اسرائيل" من الاراضي المحتلة عام 67 والاصرار على قيام دولة فلسطينية مستقلة ويعارضون الاستيطان وكل ذلك على المستوى اللفظي دون القيام بأي خطوات عملية لذلك وكانوا يتمايزون لفظيا عن السياسة الاميركية ولكن كل ذلك انتهى اليوم وهناك صفحة طويت وانتقلنا من مرحلة الى مرحلة تاريخية اخرى حيث نرى غربا موحدا في مواجهة العرب والمسلمين او في مواجهة الروس او الصين" .
من الواضح أن معظم الدول الأوروبية تقف إلى جانب كيان العدو في عدوانه على غزة، ويبدو بديهياً القول إن هذه الدول هي مشاركة فعلية في الحرب ضد الشعب الفلسطيني وحتى في مواجهة الدول العربية الحليفة لها والتي سعت إلى وقف إطلاق النار.
المصدر: إذاعة النور
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً