مقالات مختارة
ليست معركة "السيوف الحديدية" الوحشية على قطاع غزة هي الأولى في تاريخ الاحتلال الصهيوني، فقد سبقتها العديد من الحروب الدامية التي خلفت الكثير من الخراب والدمار وآلاف الشهداء والجرحى.
القطاع الذي يعد أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث يقطنه نحو مليوني فلسطيني، بمساحة ثلاثمئةٍ وستين كيلو متراً مربعاً انسحبت منه قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2005، ومنذ ذلك الحين وهي تنفذ عمليات عدوانية عليه من حين لآخر، بعضها تحول إلى حروب.
أول الحروب التي شنّها كيان العدو منذ حصاره عام ألفين ستة كانت عملية "الرصاص المصبوب" التي انطلقت في السابع والعشرين من كانون الأول عام ألفين وثمانية وكان الهدف منها، وفق تعبيره "إنهاء حكم حركة حماس في القطاع"، والقضاء على المقاومة الوطنية الفلسطينية ومنعها من قصف الكيان بالصواريخ، إضافة إلى الوصول إلى المكان الذي تخبئ فيه المقاومة الأسير الصهيوني جلعاد شاليط.
العدوان الإٍسرائيلي استمر حينها ثلاثةً وعشرين يوماً، واستخدم فيه الاحتلال أسلحة محرمة دولية مثل الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، وأطلق أكثر من ألف طن من المتفجرات.
أبرز المجازر المرتكبة في هذه الحرب كانت مجزرة عائلة "السموني" والتي سقط ضحيتها ما لا يقل عن ستين إلى سبعين شهيداً من عائلة واحدة، هذا بالإضافة إلى مجزرة مدرسة "الفاخورة" التابعة للأونروا واستهدفت ثلاثةً وأربعين من اللاجئين فيها.
ثاني العمليات الإرهابية للعدو الإسرائيلي كانت عملية "عامود السحاب" عام ألفين واثني عشر، واستمرت ثمانية أيام.
وهدف العدو من ورائها إلى تدمير المواقع التي تخزن فيها حركات المقاومة صواريخها، وقد انطلقت باغتيال أحمد الجعبري، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
أما ثالث العمليات العدوانية على قطاع غزة فكانت عملية "الجرف الصامد" عام ألفين وأربعة عشر، وهي كانت المواجهة الأطول حيث استمرت واحداً وخمسين يوماً شن خلالها جيش الاحتلال أكثر من ستين ألف غارة على القطاع.
اندلعت هذه الحرب بعد أن عمد العدو إلى اغتيال ستة من أعضاء حركة حماس زعمت أنهم وراء اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما نفته حماس، فضلاً عن اختطاف مستوطنين الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير وتعذيبه وقتله حرقاً.
وفي هذه الحرب، ارتكب العدو الإسرائيلي مجازر بحق مئة وأربعٍ وأربعين عائلة فلسطينية استشهد من كل واحدة منها ثلاثة أفراد على الأقل، إضافة إلى إصابة أحد عشر ألف جريح.
وفي تشرين الثاني عام ألفين وتسعة عشر، استيقظ أهالي غزة على بدء عملية "صيحة الفجر"، وفق ما أسمتها المقاومة الفلسطينية، وذلك من خلال استهداف بهاء أبو العطا قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في غزة في شقته السكنية في حي الشجاعية مما أدى إلى استشهاده وزوجته.
وفي حين ردت حركة الجهاد الإسلامي على هذا الاغتيال بإطلاق مئات الصواريخ على مواقع ومستوطنات إسرائيلية، تكتم العدو على خسائره البشرية والمادية جراء صواريخ المقاومة.
عام ألفان وواحد وعشرون، اندلعت معركة "سيف القدس" التي أطلق عليها العدو "حارس الأسوار"، وذلك بذريعة استيلاء مستوطنين على بيوت مقدسيين في حي الشيخ جراح، وذلك بسبب اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
وقد أطلقت المقاومة الفلسطينية أكثر من أربعة آلاف صاروخ على مستوطنات في كيان العدو، بعضها تجاوز مداه مئتي وخمسين كيلومترا، وبعضها استهدف مطار رامون.
وفي عام ألفين واثنين وعشرين، أطلق العدو الإسرائيلي عملية "الفجر الصادق"، من خلال اغتيال بسام السعدي قائد المنطقة الشمالية لسرايا القدس (الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) في غزة، داخل شقة سكنية في "برج فلسطين" بحي الرمال.
حركة الجهاد الإسلامي ردت على هذا الاغتيال بعملية أسمتها "وحدة الساحات"، وأطلقت خلالها مئات الصواريخ على مستوطنات إسرائيلية.
إذاعة النور
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً