مقالات مختارة
مع مرور أسبوع على معركة "طوفان الأقصى" المجيدة وفي ظل الصمود الأسطوري الذي يقدمه الفلسطينيون في وجه آلة الحرب والاجرام الإسرائيلية ومن خلفها الإدارة الأمريكية الظالمة، يعد تحرك الشعوب العربية والإسلامية علاقة فارقة يمكن أن تقلب المعادلة وتدفع مختلف الأطراف للتراجع عن عملية الإبادة التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة.
يعد وقوف الأمة العربية والإسلامية بجوار أخوتهم في فلسطين وفي قطاع غزة تحديداً أقل ما يتم تقديمه لشعب أعاد للأمة كرامتها بعدما أذلتها الهيمنة الغربية والأمريكية والصهيونية، هذا الشعب الذي قدم الغالي والنفيس على طريق تحرير أرضهومازال.
ليعلم كل عربي ومسلم أن مشاركته الفاعلة في فعاليات يوم الجمعة 12/10/2023 التي ستنطلق في كل الدول العربية والإسلامية والعديد من الدول الأوروبية ستشكل ضغطاً حقيقياً في ظل حصول دولة الاحتلال على ضوء أخضر من الإدارة الامريكية والغرب بإبادة الشعب الفلسطيني وانهاء قضيته العادلة.
التعويل في هذه التظاهرات على الجماهير في الأردن ومصر نظراً لما يشكلانه من خطر كبير على الاحتلال بعدما تمكن الكيان قتل جبهاتهم عبر اتفاقيات السلام، وقد بات يأمن على نفسه من هذه الجبهات، ولهذا يجب أن يعاد تفعيل هذه الجبهات جماهيرياً ليتم تشتيت قوة الاحتلال.
تعد التظاهرات في دول الطوق مصر والأردن ولبنان وسوريا في غاية الأهمية إذ أن وصول التظاهرات للمنطقة الحدودية كفيل بتشتيت الاحتلال وإدخال في حالة من الخوف الشديدوعدم القدرة على التركيز، ويعد هذا التحرك نصرةً حقيقية لأهل غزة، فالغزيون لا يطلبون شيئا من المتظاهرين حاليا غير هذا التحرك في هذه المرحلة.
ليعلم الأردنيون والفلسطينيون المقيمون فيها أن عدم مشاركتهم في الفعاليات وعدم الوصول للمناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة يعد خيانة وتخاذلاً عن قضية فلسطين في أشد أوقاتها حساسية، ولا عذر لأحد أمام الله وأمام ضميره، وأهله، وأبناء شعبه، وأشقاءه.
الأردن لها أطول حدود مع دولة الاحتلال الصهيوني، ووصول المتظاهرين للحدود سيربك حسابات العدو وسيجعله يفكر في وقف هذا الزحف الجماهيري الذي يهدد عمقه الاستراتيجي ويشتت تركيز جيشه عن عملياته العسكرية في قطاع غزة، وهذا الأمر قد يدفع القيادة السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال للتعقل مع غزة بعد خمسة أيام من الجنون والقصف التدميري، إذ أن تحرك الجماهير العربية من كل حدب وصوب في المنطقة الحدودية لا يمكن لجيش الاحتلال التعامل معه.
يا أهل الأردن لا ترهبكم سياط أحد، فإن لم تتحركوا اليوم وأنتمترون ما يفعله أبطال شعبكم في قطاع غزة، فمتى ستتحركون، هل تتنظرون من جوعكم أن يسمح لكم بالتحرك ضد هذا السرطان، إن كنتم كذلك فلن يحدث شيء ولن يكون هذا لكم عذراً أمام الله وأمام ضميركم.
اليوم هو الاختبار الحقيقي للشعارات التي تتغنى بحب فلسطين، واليوم لن يكون هناك عذر لأحد لم يشارك في هذا الطوفان لأجل المسجد الأقصى، واليوم هو الوقت الذي يجب أن يشارك فيه الجميع بانهاء هذا الكيان الغاصب.
ليعلم الجميع أن القوة الجماهيرية من أقوى الأسلحة التي يمكن ان تنهي هذا الكيان، فهي قادرة على اشغال العدو بما لا طاقة له بها، وهنا نذكر كيف أن التظاهرات التي جرت في مايو / أيار من العام 2021 على حدود الأردن وشارك فيها آلاف الأردنيين والفلسطينيين كانت أحد الأسباب الهامة التي دفعت الاحتلال للإسراع وإيقاف الحرب على غزة.
أيضا لا تقل الحدود المصرية مع الكيان خطورة على دولة الاحتلال عما هي عليه في الأردن، وقد شاهدنا كيف أن فعل فدائي واحد على حدود قبل عدة أشهر نفذه الجندي المصري محمد صلاح قلب الطاولة على دولة الاحتلال فما بالكم بمشاركة الملايين من المصريين في هذا الواجب المقدس كيف سيكون وضع إسرائيل حينها.
التظاهرات التي ستنطلق هذه الجمعة في كل الدول العربية والإسلامية وفي دول الطوق، لها أهمية كبيرة للرد على التغول الصهيوني على الدماء والمقدسات الإسلامية والعربية، بل ستشكل صفعةً كبيرةً في وجه الولايات المتحدة والغرب الذينيدعمون ويؤيدون جرائم الإبادة التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين.
أيمن الرفاتي ـ الميادين
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً