هل يتم التغيير بغير "ثورة حقيقية"؟  

الخميس 03 آب , 2023 11:39 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

منذ الطفولة كنا نسمع في الإذاعة من تُرنْدِح: "كتبنا وما كتبنا ويا ريت ما كنبنا..كتبنا مية مكتوب وما حدا جاوبنا".. الصراخ يعلو ويعلو في هذا البلد بصوت المخلصين والغيورين والصادقين الحريصين على هذا البلد من أجل الخروج من هذه المحنة والأزمة المالية والسياسية والاقتصادية، والفراغ في المؤسسات، وإقفال بعضها لأوقات طويلة، لعدم تُوفر ما يُشغّلها من لوازم، وتعذُّر مداومة الموظفين، الذين أصبح راتبهم لا يكفي بدل تنقلات!  

شيء يُدمي القلب أن يصل لبنان إلى هذا المنحدر بل الدرك الأسفل، ويُخشى من القادم أن يكون الأسوأ؛ كما أبلغتنا مساعدة وزير خارجية؛ اليو اس اي باربرا ليف، وهذا ما يجعلنا بكل بساطة نعتقد بأنها وإدارتها يُريدوننا أن نصل إلى هذا.  

وبعدما وصلنا الى ما وصلنا إليه: هل هذه هي حياتك أيها الشعب اللبناني؟ أيها المُودع رصيدك في البنوك، ويا أيها المُحصّل ثروتك في الاغتراب على مدى خمسين أو ستين أو سبعين عاماً تصبح ذليلاً لتُحصّل منها الفُتات من هذا النظام المصرفي المشبوه، والمغامر والمقامر من خلال توظيف هذه الودائع بسندات ودين للدولة لكي تتصرف بها طبقة سياسية وحكومات غير أمينه، وتُحوّل هذه المصارف للخارج ما أمكن لها ولزبائنها المحظيين والنافذين والمتسلطين!  

أمام كل هذا يتساءل المرء: هل الحلول الترقيعية التي تُمارَس، والجولات المكوكية التي يقوم بها المبعوث الفرنسي لودريان ستجلب لنا السعادة بانتخاب رئيس للجمهورية، أم أنه سيأتي أيلول ويذهب تشرين ويذهب الخريف معه ويأتي الشتاء القارس وباربرا ليف وإدارتها هم المُعطل الحقيقي للحلول؛ يراقبون الانهيار والتآكل من الداخل كما رسمت هذه الإدارة بعد فشلها في التغيير من خلال الحروب الظالمة والعدوانية في المنطقة والإقليم؟  

أيها الشعب اللبناني العظيم: بغير ثورة حقيقية لتغيير هذا الواقع المؤلم لن تقوم لك قائمة، وستبقى في بلد محكوم لهذا النظام الدولي المُستبدّ يحكمكَ بأدواته المحلية.    

 

إبراهيم سكيكي


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل