مقالات مختارة
كيف يمكن قراءة مواقف بعض القوى من عودة النازحين السوريين؟
وما هو المطلوب من الحكومة اللبنانية اليوم لتسريع العودة وتطبيق الخطة؟
منذ بدء الحرب على سورية، حطّت مشكلة النزوح السوري في لبنان، مشكلة بدأت تعاطفاً إنسانياً من بعض القوى، واستثماراً سياسياً من قوى أُخرى كانت تطمح إلى نجاح المشروع الغربي بإسقاط النظام والدولة السورية.
الدعوات إلى معالجة هذا الملف بمسؤولية وحرص بعيداً عن التسييس كانت مبكرة، وتزايدت مع السنوات حيث كان الأمن يعود تدريجاً إلى القسم الأكبر من مساحات المناطق السورية، بما يسمح بتخفيف المعاناة الإنسانية عن النارحين وتخفيف أعباء النزوح على لبنان في الوقت نفسه..
اليوم الدعوات تكبر في وقتٍ يسعى فيه الغرب لمنع عودة النازحين إلى بلدهم، فالموقف الأوروبي ليس بجديد بحسب نقولا الشدراوي، منسق اللجنة المركزية لعودة النازحين السوريين في التيار الوطني الحر إنما البعض تعامل مع الملف على قاعدة النكد السياسي، مؤكدا ان اشتداد الازمة الاقتصادية في لبنان جعلته غير قادري على تحمل الضغط الاقتصادي الذي يشكله النازحون على البلد، مشددا على ان هذا الملف يشكل خطر كبير على البلد.
وطالب الشدراوي "الافرقاء اللبنانيين بالمطالبة بعودة النازحين، ولضرورة ابعاد هذا الملف عن التجاذب السياسي اليومي سيما ان بعض الافرقاء يعتمدون النكد السياسي.
حكومة الرئيس حسان دياب وضعت خطة لعودة النازحين عام ألفين وعشرين، إنما لم يجرِ تطبيقها لأسباب عدة، واليوم المطلوب برأي الشدراوي تطبيق القوانين، آسفا ان الرئيس ميقاتي يخشى على مصالحه في الدول الغربية ومن العقوبات كما ان وزارة الداخلية لم تقم بالخطوات اللازمة .
واكد الشدراوي ان على الجميع الوعي لخطورة هذا الملف، مشددا على ان معالجته مصلحة وطنية عليا ويجب البدء بتنظيم تواجد النازحين تمهيدا لعودتهم .
"أن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي أبداً"، قول يصح بأولئك الأفرقاء الذين استثمروا سياسياً في ملف النزوح السوري، على أن لا يكون الهدف من تغيير الموقف التعارض مع القوى الأخرى، فيما بات هذا الموضوع يشكل عائقاً أمام أي معالجة ممكنة على المستويات كافة للبنان.
اذاعة النور
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً