الحوار.. بين الجدّية والمراوغة

الثلاثاء 11 تموز , 2023 10:41 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

لقد بُحّ صوت قادة الثنائي الوطني الشيعي وحلفائهم وهم ينادون بالحوار لمعالجة الملفات الساخنة، منها انتخاب رئيس للجمهورية، لأنهم يملكون قرارهم، لكن - مع الأسف - المكونات والأحزاب والتجمعات والشخصيات في الجهة المقابلة تطرح نظريات تنتج تعطيلاً لا حلولاً، والتي تُسمي نفسها معارضة في هذه المرحلة، ويطلقون تصاريح ومواقف تُعقّد الحلول، وبالتالي يصعب معالجتها، وربما أغلبها هم من سبّبها، خصوصًا ما وصلنا إليه من سوء الوضع السياسي والاقتصادي، لإبقائه مرتبطًا بالمنظومة الغربية حصراً، المتراجعة والمنكفئة عن المنطقة، والتي تعتبر أولويتها بمكان وأمكنة أخرى.

الأمر المؤسف أن هذه المكونات والأحزاب تُردد نفس النغمة: "كيف نُحاور والسلاح على الطاولة"؟ وتقصد سلاح المقاومة، والمُضحك في هذا الموضوع يتكلمون باستراتيجية دفاعية، وبقرار الحرب والسلم، ومن هذه الأنغام التي ملّ منها الشعب اللبناني.. فهل نظريات هؤلاء مؤهلة للدفاع عن لبنان أمام مخاطر العدو الصهيوني، الذي يُهدّد ويتوعد دائمًا؟ وبالأمس القريب عندما وصل الإرهاب التكفيري بمكان يُشكل تهديداً للبنان ماذا رأينا من نظرياتهم وآرائهم؟ ألم يكونوا جزءاً من هذا المشروع، وأداة لتهريب السلاح له إلى سوريا بالبواخر وغيرها، وأرشيف زياراتكم لبلدة عرسال لا زال شاهداً على مواقفكم؟

لضرورة الدفاع عن لبنان وحمايته ستبقى المعادلة الذهبية "جيش وشعب ومقاومة" هي الحامي الرئيسي للبنان من كل هذه المخاطر.

أمام هذا الجدل القائم: هل فعلاً لبنان بمكوناته المحلية يستطيع أن يجد حلولاً لمشاكله التي أصبحت مستعصية محلياً، أم من خلال التفاهمات والمصالحات الإقليمية، بعد جولات من الحروب، والتي أدت إلى خسائر بالغة بالأرواح والإمكانات وكان المستفيد الأول منها من صنعها وأدارها واستثمرها.

لقد ملّ اللبنانيون من التصريحات والمواقف "المنفوخة" إعلامياً، وكلامكم المتفلت من أي حساب وعقاب أمام القضاء عن السلاح "المتفلت"، وتقصدون به سلاح المقاومة، علماً أن هذا السلاح الوحيد منذُ اتفاق الطائف مشرّع في مجالس الوزراء، وهذا السلاح مُوجه على لعدو ومُعدّ لردع ومخاطر العدوان الخارجي، أما أنتم وأغلب أحزابكم فتملكون سلاح ميليشيات ذات التاريخ المشؤوم.. فهل تستطيع التفاهمات الإقليمية، ومنها السعودية-الإيرانية، والسعودية-السورية، أن تفرض على الدول الغربية - تحديداً - حلولاً تُعيد للبنان استقراره وانتخاباته الرئاسية ومعالجة بقية ملفاته المُلحّة؟ هذا ما يأمله الشعب اللبناني.

إبراهيم سكيكي


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل