المناشدات الخائبة

السبت 08 تموز , 2023 09:07 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

قالت الجبهة المسيحية خلال اجتماعها الدوري إن حلم إيران بجعل لبنان جزءاً من أمتها الإسلامية لن يتحقق، لأن لبنان بلد تعددي بإثنياته وأديانه، وذلك في ردها على وزير العمل الإيراني صولت مرتضوي، الذي قال إن لبنان جزء من الأمه الإسلامية، وإن عليهم حمايته، مُعتبرة إياه ادعاءً خبيثاً ينمّ عن إعلان واضح وصريح بأن لبنان تحت احتلال الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وطالبت بإصدار بيان من النواب السياديين رداً على هذا، وحثتهم على مطالبة الأمم المتحدة والدول الكبرى بوضع لبنان تحت الفصل السابع، وتحريره بالقوة العسكرية من هذا الاحتلال، حسب تعبيرها.

إنّ بعض المسميات، كالجبهة المسيحية، يتعاطون مع لبنان وكأنه ملك لهم، ويُصدّرون بيانات ويناشدون المجتمع الدولي وبعض مؤسساته الدولية، كالأمم المتحدة، وكأن هذه المؤسسات تعمل لديهم وتأخذ قراراتها بناءً على رغبات أمثالهم!

إنّ لبنان بلد عربي وعضو في الجامعة العربية، التي يغلب عليها أتباع الديانة الإسلامية، وإن كان في بعض بلدانها أقليات، كما أن لبنان عضو في منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم الدول العربية والإسلامية، فعندما يُسمى لبنان جزءاً من الأمة الإسلامية فهذا لا يلغي احترام خصوصية الأقليات في هذه البلدان، وهذا التعبير مجازي، أما أنتم الذي تُسمون أنفسكم الجبهة المسيحية فتُشكلون الضرر الأكبر على المسيحيين بأدائكم وخطابكم التعصبي، وضيق الأفق، ولا شغل لكم سوى البحث عن أي عنوان لمهاجمة المقاومة في لبنان، والتي حرّرته وكافة مناطقه؛ التي يسكنها مسلمون ومسيحيون، وكذلك دافعت عنه في مواجهة موجة الإرهاب التي ضربت المنطقة؛ من العراق إلى سورية وصولاً إلى لبنان، ولو كان الاعتماد على مثل عقليتكم والمؤسسات الدولية التي تُناشدونها لما بقيتم في لبنان وغيره، بل أنتم شتات في بلاد العالم، وهنا لا بد أن نذكركم عندما كانت إيران محكومة من الشاه، فقد كانت رموزكم المسيحية تُقيم أفضل العلاقات معها، لأنها كانت ضمن المحور المستبدّ والمستعمر والمُعتدي والمحارب لبلاد العرب والمسلمين.

أصواتكم هذه مهما علا صراخها لن يصل صداها ومداها خارج غرفة اجتماعاتكم، فاعقلوا وتعايشوا مع من يحميكم من الأعداء، الذين ستكونون أول ضحاياهم في حال حصول أي سوء، وهذا الحلف الأطلسي الذي تناشدونه، والأمم المتحدة والقدوم تحت الفصل السابع لتُخلصكم من "الاحتلال الإيراني"، فقد جرّب المجيء إلى لبنان عام 1982، وفي أقلّ من سنتين هرب مهرولاً وطلب الحماية لهروبه..

اعقلوا يا جماعة وراجعوا دوائر الفاتيكان واستمعوا إلى نصائحها.

إبراهيم سكيكي


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل