من بنت جبيل الى جنين.. “روح مغنية” حاضرة

الخميس 06 تموز , 2023 08:58 توقيت بيروت مقالات مختارة

مقالات مختارة

يقف الانسان مدهوشا امام عظمة المشهد الذي سطره المقاومون في مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية الفلسطينية المحتلة، بتصديهم البطولي لآلة الحرب الصهيونية ولجيش إسرائيلي جرار يمتلك أعتى المعدات واكثر الاسلحة المتطورة ليس فقط على مستوى المنطقة بل ربما على مستوى العالم.

فقد منع الشباب المقاومون في جنين قوات العدو الاسرائيلي من التقدم الى داخل مدينة ومخيم لا تتجاوز مساحتهما معا كيلومترات عدة، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الروح التي يقاتل بها هؤلاء الشبان.

هذه المواقف البطولية تذكرنا بالعديد من المواقف المماثلة التي سطرها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، كما سطرتها الشعوب العربية والاسلامية المقاومة من لبنان الى سوريا وصولا لمصر، على مرّ هذا التاريخ الشاهد الاكبر على ثبات الروح المقاومة مهما تخاذل بعض الحكام او خانت بعض الانظمة.

ولعل من المفيد ونحن في موعد قريب مع الذكرى الـ17 لحرب تموز الاسطورية، الاشارة الى ان ما جرى في جنين من صمود أسطوري يذكرنا بما جرى في جنوب لبنان عام 2006 لا سيما في مدينة بنت جبيل التي أذلت المحتل الاسرائيلي وبقيت عصية على الهوان، حيث وقف العدو عاجزا عن الدخول اليها وانكسرت هيبته على أعتابها كما أخواتها من القرى المجاورة لا سيما عيتا الشعب ومارون الراس وعيناثا وغيرها من البلدات التي أذاقت هذا العدو مرارات لن ينساها على مر التاريخ.

وهنا لا بد من الإشارة الى ما سبق ان قاله القائد الجهادي الكبير الشهيد الحاج عماد مغنية عندما تحدث عن “الروح التي تقاتل”، حيث لفت الى ان “الامكانات أصل، البرامج أصل، التكتيك أصل… لكن الأصل الرئيسي هو الروحية والروح.. العنصر المادي هو عنصر مساعد ومكوّن للجانب الروحي، وهو یساعد المحور الذی هو الروح، ومن دون روح العنصر المادي لایستطیع ان یقوم بأي حرکة..”، مشددا على ان “الذي یقاتل فینا هي الروح.. فالروح المرتبطة بذات الباري سبحانه وتعالى هي التي تقاتل والبدن هو العامل المسخر لهذه الروح الجهادیة وکذلك الامکانات..”.

لا شك ان هذه الروح التي امتلكها الشهيد القائد الحاج رضوان كانت أساسا في بناء قدرات المقاومة وتطور إمكاناتها ونقل التجربة الى المقاومة الفلسطينية التي راكمت تجربة حقيقية وباتت قادرة على تلقين العدو الاسرائيلي الدروس القاسية، كما حصل اليوم في جنين.

وفي السياق، قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية إن “جنين لقنت العدو درسا قاسيا وألحقت به خسائر كبيرة”. وأكد أن “المقاومة هي العنوان والخيار الاستراتيجي لرد العدوان ودحر الاحتلال عن أراضينا الفلسطينية”. واوضح للعدو “قد ولىّ الزمن الذي تمارس فيه عدوانك على شعبنا دون أن تدفع الثمن، وهذه جنين اليوم تلقنكم درساً في المقاومة والصمود..”.

وبنفس الاطار، أكد الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة ان “الشعب الفلسطيني العظيم قد سجل مجدداً انتصاراً كبيراً بهزيمة العدوان على جنين ومخيمها..”. ولفت الى ان “الشعب الفلسطيني اثبت بوحدته والتفافه حول المجاهدين أنه يستطيع أن يقهر العدو في كل مواجهة يخوضها، من معركة سيف القدس إلى معركة وحدة الساحات ومعركة ثأر الأحرار إلى بأس جنين”.

اذا بالروح العالية الإيمانية الثورية يمكن هزيمة المحتل وتمريغ أنفه بالتراب وإزالته من الوجود، وهذه التجارب الحاضرة خير دليل لتؤكد للعدو ان لا أمان له في أرضنا وعليه الرحيل مهما طال الزمن ولن تنفعه كل محاولات الدعم الغربية والاميركية له، فقواعد الواقع والردع والاشتباك قد تغيرت، فهذه “إسرائيل” التي كانت ترعب في يوم ما بعض الانظمة العربية تقف عاجزة امام جنين، فماذا سيكون عليه الحال لو واجهت الضفة الغربية كلها ومن خلفها بقية الداخل المحتل بالعمليات المنفردة والمنظمة وبالعبوات والصواريخ الآتية من غزة، وماذا لو فُتحت النار على هذا الكيان من مختلف الساحات التي ينضوي فيها محور المقاومة، أين سيصبح الكيان المؤقت حينها؟ كل ذلك يؤكد المؤكد ان “اسرائيل” ضَعُفَتْ وتنهار..

 

ذوالفقار ضاهر ـ المنار

 

 إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل