مقالات مختارة

جاءت نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في ساحة النجمة مُخيبة للآمال، بل قد يصحّ القول إن فيها هزيمة لكل هذا التحشيد الطائفي الذي مُورس، وبقيادة بكركي، رغم التوصية الفاتيكانية والرئاسة الفرنسية لها بالانفتاح  والحوار مع المسلمين الشيعة، لكن ضيق الأفُق وربما التعصّب وحتى من رؤوس الكتل النيابية المسيحية، تحديداً في التيار الوطني الحر والقوات والكتائب ومن أصنافهم ومن حالفهم ركب في رأسهم بأنّ المرشح جهاد أزعور القادم من البنك الدولي وبالتأكيد من تحت الطاولة مدعوم أمريكياً ومن أماكن أخرى سيحققون الفوز الكاسح من خلال هذا، لكن دِقّة وصوابيّة التبني ودعم الوزير سليمان فرنجية للرئاسة من قبل الثنائي الوطني الإسلامي الشيعي وحلفائهم وآخرين أحرار متنورين اعتُبَر نصراً بحصوله على 51 صوتاً، ورغم التحشيد والتهديد للنواب من رئيس التيار ورئيس القوات والكتائب، وبركة ورعاية بكركي، لم يتجاوز عدد النواب المسيحيين لانتخاب جهاد أزعور الأربعين نائب تقريباً، وبقية ال59 التي نالها من طوائف أخرى، فيصحّ القول في هذه النتيجة: الهزيمة في ساحة النجمة، والعزاء وتقبل التعازي في بكركي، وكان أفضل لكم لو سمعتم النصيحة وذهبتم للحوار الذي دعا إليه الثنائي الوطني الشيعي، ومحاولة دولة الرئيس نبيه بري قبل 48 ساعة من موعد الجلسة أمس بتأجيلها، إذا وافق البطرك الراعي، لتجنيبكم هذه النتيجة، نتيجة خبرته وحساباته وحُسن أدائه ومعرفته بالعد أكثر منكم. 
إنّ نتيجة ما حصل ومحاولة صنع رئيس مسيحي بلبنان من بكركي قد باءتا بالفشل، ولا بد من التفاهم مع بقية الطوائف، لأنه سيكون رئيساً لكل اللبنانيين، خصوصًا مع تغيّر موازين القوى، وبدون الدخول في العدّ والعدد.
من يعتقد أنه يمكن أن يصل إلى كرسي بعبدا بدون نيل بركة حارة حريك وجميل التعايش بها كنيستها التي يمكن أخذ البركة منها ورضا عين التينة وتفهّم وحُسن أداء بكركي مع هذه المتغيرات فهو واهم.. حال لبنان بعد أن أصبح قوياً منيعاً لا يُمكن أن يقبل بعد الآن أن يُفرض عليه رئيس من الخارج، بل متعاون معه بشكل متوازن ومُنفتح، خصوصاً لمن يمدّ له يد العون في الزمن الصعب الذي يُنادي شعبه "خلصونا" من هذا المأزق، وأمنّوا لنا استقراراً وإزدهاراً لنعيش حياة كريمة.

إبراهيم سكيكي

 إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً