مقالات مختارة
خلال اليومين الماضيين، وبعد المناورة الحية التي قامت بها المقاومة الإسلامية في عرمتى - جنوب لبنان، نتج عنها فرح وحزن؛ الفرح عند الشعب اللبناني المُقدّر لهذه القوة وبقية الأحرار من دول وشعوب وحركات وأحزاب وشخصيات على تنوعها، كما أنها نالت إعجاب من يحب ومن لا يحب من إعلاميين ووسائل إعلام محلية وعالمية.
نبدأ بالقدرات البدنية للمجاهدين، خصوصاً من فرقة "الرضوان"، التي عمل على بنائها الشهيد عماد مغنية، والتي سميت باسمه الحركي بعد استشهاده، وركز فيها على بناء الروح لدى المجاهدين، فأدى هذا البناء إلى تحقيق الانتصارات، وأصبحت تُؤرق وترعب العدو، سواء كان صهيونياً أو إرهابياً أو غير ذلك.
أما عن السلاح كماً ونوعاً فله قصص أُخرى.
وفي ما يتعلق بالداخل اللبناني وما سمعناه من بعض تعليقات سلبية تجاه المقاومة وقدراتها وإستعداداتها لحماية لبنان وحماية ثرواته وأرضه وشعبه، فهذه الأصوات، سياسيةً كانت أو إعلامية أو من كتّاب صحف، كأنهم يعيشون في كوكب آخر، إلّا أن الموجوعين الفعليين من هذه المناورة هم الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين، وللداخل اللبناني خير تعبير كان قول سماحة السيد هاشم صفي الدين في خطاب المناورة، والذي قال: "ليس لنا أعداء في الداخل"، ليت هذا الداخل يلتقط هذه الأخلاقية في المخاطبة ويتعاطى مع النتائج التي تصنعها هذه القوة من الحماية للبنان، خصوصاً جنوبه المزدهر بالعمران؛ من القصور والڤيلات والمنازل، حتى على الشريط الحدودي، هذا الأمان أكثر ما يُشجّع المغترب والمقيم على البناء وشراء العقارات مما يعزز قيمة هذه الارض.
على شركائنا في الوطن أن يحسنوا قراءة متغيرات وتبدل موازين القوى، فهذه القوّة التي صنعتها المقاومة نتج عنها تحرير الثروة النفطية الواعدة، والتي هي الأمل الباقي لخروج لبنان من محنته وأزمته المالية والاقتصادية، وهذه المقاومة هي عنصر الأمان والحماية، ومن يُراهن على مجتمع دولي أو قوانين دولية فهذا كله لا يُقيم العدو الصهيوني له وزناً، وهذه هي فلسطين وشعبها أمامكم تُدمّر منازله وتسرق أرضه ويُقتل ويُسجن شعبه يومياً، فأين هي القوانين الدولية التي تحميه أمام عدو مُعتدٍ ومُتوحش.
فيا أيها المُعترضون، على قلّتكم: اعقلوا، إن أصواتكم أصبحت بلا قيمة أمام المُتغيرات الإقليمية والدولية والتفاهمات الحاصلة، والتي لا تقيم لكم وزنًا.