الثبات ـ إسلاميات
موقعة بدر الكبرى: أولى غزوات النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أعلى بها الله سبحانه وتعالى كلمة الإسلام عالياً، وأعاد إلى المسلمين عزتهم وكرامتهم التي سلبت منهم بقوة السيف بداية الإسلام، إلى أن جاء الإذن الرباني من الله سبحانه وتعالى: { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة آل عمران/123]، والتي كانت في السابع عشر من رمضان سنة اثنتين من الهجرة، واللافت في الأمر أن المسلمين كانوا قلة، إذ أنهم كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ليس معهم من السلاح ما يحتاجون إليه، في حين أن المشركين كانوا يزيدون على تسعمائة رجل، ومعهم من الخيول والسلاح الشيء الكثير، كما روت كتب التاريخ الإسلامي وذكر بعض المفسرين، ومع هذا كله كان النصر حليف المسلمين، وهزموا المشركين في أول موقعة معهم، ليفتح الله بعد ذلك على المسلمين مشارق الدنيا ومغاربها.
النية الصافية السليمة والإيمان الصحيح لا يأتي إلا بالنصر، وها هم اليوم إخواننا المرابطون في المسجد الأقصى المبارك يسيرون على خطى أهل بدر، ويسجلون الانتصار تلو الانتصار على جيش الاحتلال المدجج بالسلاح، لهذا نسأله تعالى في هذه الأيام المباركة وفي يوم بدر الأغر أن يجعل شهداءهم مع شهداء بدر، وأن يكللهم بنصر بدر ليكون الفتح المبين قريباً بإذن الله تعالى.