الثبات – مقالات
التقرب إلى الله
من تجليات الصلاة على المصلي
العلامة المحدث عبد الله سراج الدين
قالَ اللهُ تعالى:
{نَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}
ففي الصلاة خلصتين عظيمتين:
الأولى: نَهْيُها المصلي عن الفحشاء والمنكر.
الثانية: صبغتها وتحليتها المصلي بذكر الله تعالى.
ومن تجليات تحلية الصلاة للمصلي:
-أنَّها تجعله في مقام الاقتراب الذي يحققه بمقام القرب.
قال تعالى: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}، وقالَ رسُولَ اللَّهﷺ: "أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ".
-أنَّها ترفع الدرجات حتى تحققك في مقام الوصل.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "سَأَلتُ النبِيَّ ﷺ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إلى الله؟ قال: الصَّلاَةُ عَلَى وَقتِهَا، قلت: ثم أَيُّ؟ قال: بِرُّ الوَالِدَينِ، قلت: ثم أَيُّ؟ قال: الجِهَادُ في سَبِيلِ الله، قال: حَدَّثَنِي بِهِنَّ رسول الله ﷺ ولو اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي".
-أنَّها تجعل المصلي في مقام المناجاة لرب العالمين.
قالَ رسُولَ اللَّه ﷺ: "إذَا كانَ أحَدُكُمْ يُصَلِّي فلا يَبْصُقْ قِبَلَ وجْهِهِ، فإنَّ اللَّهَ قِبَلَ وجْهِهِ إذَا صَلَّى".
-أنَّها تحليه بمباهاة الله تعالى بالمصلِّي:
صلَّينا معَ رسولِ اللَّهِ ﷺ المغربَ فرجعَ من رجعَ وعقَّبَ من عقَّبَ فجاءَ رسولُ اللَّهِ ﷺ مُسرِعًا قد حفَزهُ النَّفسُ وقد حسرَ عن ركبتيهِ فقالَ: "أبشِروا هذا ربُّكم قد فتحَ باباً من أبوابِ السَّماءِ يباهي بكمُ الملائكةَ، يقولُ: انظروا إلى عبادي قد قضَوا فريضةً وهم ينتظِرونَ أُخرى".
-أنَّها نور للمصلي في بيته، وفي قبره، وفي حشره ونشره، وفي سيره على الصراط، وفي قصوره في الجنة.
قالَ رسُولَ اللَّه ﷺ: "الطُّهورُ شطْرُ الإيمانِ، والحمدُ للهِ تملأُ الميزانَ، وسُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ تَملآنِ ما بين السماءِ والأرضِ، والصلاةُ نورٌ، والصدَقةُ بُرهانٌ، والصبْرٌ ضِياءٌ، والقُرآنُ حُجَّةٌ لكَ أوْ عليكَ، كلُّ الناسِ يَغدُو، فبائِعٌ نفسَهُ، فمُعتِقُها أوْ مُوبِقُها".