الثبات - مقالات
حقائق الإسلام وأباطيل خصومه
الشمول في مراعاة حقوق الروح والجسد
الدكتور عباس محمود العقاد
ينبغي أن نفرق بين الاعتراف بحقوق الجسد وإنكار حقوق الروح، فإنَّ الاعتراف بحقوق الجسد لا يستلزم إنكار الروحانية ولا الحد من سبحاتها التي اشتهرت باسم التصوف في اللغة العربية أو اشتهرت باسم "الخفيات والسريات"، إذ لا يوصف بالشمول دين ينكر الجسد، كما لا يوصف بالشمول دين ينكر الروح.
وقد أشار القرآن الكريم إلى الفارق بين عالم الظاهر وعالم الباطن في قصة الخضر وموسى عليهما السلام، وذكر تسبيح الموجودات ما كانت له حياة ناطقة وما لم تكن له حياة، قال تعالى: (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)، وأشار إلى هذه الأشياء بضمير العقلاء، وعلم منه المسلمون أنَّ الله أقرب إليهم من حبل الوريد، وأنَّه نور السموات والأرض، وأنَّه (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).