الثبات - مقالات
سلسلة قضايا الشباب
الشباب والعفة
الشيخ الطبيب محمد خير الشعال
تقوى الأمم بالعلم، وتنهض الأمم بالعمل، لكنها تحيا بالأخلاق.
إنَّما الأمم بالأخلاق ما بقيت ... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
تضعف المجتمعات بالجهل، وتكبو بالكسل، ولكنها تنهار بالفواحش والرذائل، لذلك تحدثنا عن الشباب والعلم؛ لأننا نريد أن يكون شبابنا عالماً، وتحدثنا عن الشباب والعلم، لأننا نريد أن يكون شبابنا فاعلاً، واليوم نتحدث عن الشباب والعفة، لأننا نريد أن يكون شبابنا عفيفاً.
خطب روبرت كراين مستشار الرئيس نيكسون لشؤون الأمن القومي، في دمشق في مسجد أبي النور فقال للجموع المحتشدة: ((إن أميركا تحتضر، وهي ذاهبةٌ نحو الموت، وليس لها حلٌ لإحيائها إلَّا بالإسلام، نعم العلم عندهم كثير،والعمل عندهم وفير، لكن الطُهر والعفة عندهم معدومة أو قريبة من العدم)).
كيف لا، والإحصاءات عندهم تقول: إنَّ ثلث المواليد غيرُ شرعيين هذا يعني أنَّ ثلث النساء عندهم ساقطات، وأنَّ ثلث الرجال فاقدو العفة.
شبه ابن خلدون في مقدمته الشهيرة الحضارات بالإنسان: تولد ثم تَشِبُّ ثم تشيخ وتهرم ثم تموت، فيقول: إنها إذا ظهر فيها المجون والزنا والبذخ والترف، ونُزِعَ منها الطهر والعفة والنبل والخُلق فهي مؤشرات واضحات نحو الهرم والموت.