الثبات - مقالات
جدد حياتك
مواجهة مصائب الحياة
الشيخ محمد غزالي
إذا دهمتك شدة تخاف منها على كيانك كلِّه، فما عساك تصنع؟ تدع الرَّوع ينهب فؤادك، والعواصف الجائحة ترمي بك في مكان سحيق؟ أم تقفُ مطمئناً، تحاول أن تتلمَّس بين هذه الضوائق مأمناً يهديك إليه الفكر الصائب؟
يقول "ديل كارنجي":
1-سل نفسل: ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي؟
2-ثم هيئ نفسك لقبول أسوأ الاحتمالات.
3-ثمَّ اشرع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وهذه خطوات يوصي العقل والدين معاً باتباعهما، وفي أدب العرب ذخائر لا تحصى من شجاعة الرجال في استقبال المحن، ومن حرصهم على الخروج منها مخرجاً لا يخدش المروءة ولا الشرف، ولا بأس أن نذكر هنا أبيات ثابت بن زهير الملقب "تأبَّط شراً":
إذا المرء لم يَحْتَلْ وقد جدَّ جِدُّه ... أضاع وقاسى أمرَه وهو مُدْبِر
ولكنْ أخو الحزم الذي ليس نازلاً ... به الخطبُ إلَّا وهو للقصد مُبْصِرُ
فذاك قريعُ الدهر ما عاش حُوّلٌ ... إذا سُدَّ منه منخر جاس منخر
إنَّ شرَّ القلق تبديده القدرة على التركيز الذهني، فنحن عندما نقلق تتشتَّت أفكارنا، ونعجز عن حسم المشكلات واتخاذ قرار فيها، ولو أنَّنا قسرنا أنفسنا على مواجهة أسوأ الاحتمالات، وأعددناها لتحمل أيِّ النتائج لاستطعنا النفاذ إلى صميم الواقع، ولأحسنّا الخلاص منه.
لا شكَّ أنَّ الرجل الذي يضبط أعصابه أمام الأزمات، ويملك إدارة البصر فيما حوله هو الذي يظفر في النهاية بجميل العاقبة.