الثبات - مقالات
حوارات مع سماحة الشيخ أحمد كفتارو
كيف يستطيع الدعاة تحقيق النجاح في عالم يمر بالتيارات والأفكار المتضاربة؟
بحسب تجربتي في ميدان الدعوة منذ خمسين عاماً، ما رأيت الدعوة فشلت في ميدان من الميادين، إن كانت مع الشعب أو رجال الحكم والدولة على اختلاف الظروف واختلاف الحكومات .. فما مرَّ عهد إلَّا واستطعت أن أُحقق مكاسب للإسلام، واستطعت إزالة كثير من المنكرات بعون الله تعالى.
وخلال عملي في الدعوة وزيارتي لكثير من البلدان من أمريكا إلى اليابان إلى الاتحاد السوفيتي السابق لم أرَ أن الإسلام فشل في معركة من المعارك، ويعود هذا النجاح إلى الدعوة حسب التوجيه القرآني، قال تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)، وقال تعالى: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ).
الإسلام ناجح ...
وما يجب علينا هو إعداد الدعاة الذين يؤهلون للدعوة، وعدم نجاح بعض الدعاة يعود فيما أعتقد إلى النقص في إنتاج الداعي الناضج والناجح.
إنَّ كليات الشريعة ومعاهد التعليم الشرعي في العالم الإسلامي تملك برامج تعليمية جيدة، لكن ينقصنا برنامج لبناء الشخصية الإسلامية الواعية المزودة بالتربية الروحية والأخلاقية وبرنامج آخر للتدريب العملي على أساليب الدعوة إلى الإسلام، فكما أنَّ الطبيب بحاجة للتدريب على خبيرة، فكذلك يحتاج الداعي للتدريب على يد العلماء والحكماء الخبراء الذين أثبتت التجارب نجاحهم.
إنَّ عالم الدين إمام يعلّم الناس بحكمته وسلوكه وبالقدوة الحسنة، وأعتقد أنَّ الداعي ينجح إذا قامت شخصيته على فقه القرآن فهماً وعملاً إلى جانب فقه الحكمة في كيفية مخاطبة الناس والتحدث إليهم بحسب قابليتهم وبحسب عقولهم وعليه أن يكون في مستوى عالٍ من الأخلاق والسلوك؛ لأنَّ الناس يتعلمون من أعماله أكثر من أقواله.