الثبات ـ إسلاميات
كن مع الله ولا تبالي، فلا شيء مستحيل مع الله سبحانه وتعالى، يعطيك ويبدل حالك إلى أفضل حال ما دمت مع الله سبحانه وتعالى، شاكراً صابراً محتسباً، طالباً من الله سبحانه، وإذا أعطى أدهش، فادعه بذل وتضرع، كما كان حال أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، وهذا ما بينه سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه في تفسير قوله تعالى:
{يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا} [سورة مريم/الآية ٧]: وهنا جاءت الاستجابة مناديًا إياه يا زكريا بشراك بيحيى, وهذا أول إنسان يسمى بهذا الاسم, ولم يسمى به أحد من قبل، {قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} [سورة مريم/الآية ٨]: ليأتي الشكر من قبل سيدنا زكريا, كيف يكون لي مولود وقد كبرت في العمر, وأصبحت امرأتي مسنةً فلم تعد قادرةً على الإنجاب؛ فلك الشكر يا ربي على هذه النعمة التي منحتني إياها. {قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} [سورة مريم/ الآية ٩]: فَاللَّهُ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ, قَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [سورة يس/الآية ٨٢], فإذا أراد الله أمراً وهذا الأمر يكون ضمن دائرة الجوائز فالله يقول له كن فيحدث هذا, لذلك لا نستعجب ولا نستغرب ولا نستغني عن الله, ولكن سل الله الأمور التي تتهيأ للاستجابة, فمثلًا: لا تجلس في بيتك وتطلب مائدةً من السماء, فهذا أمر غير صحيح, إنما ينبغي بك أن تخرج طالبًا للرزق, فإذا سألت الله فاسأله الممكنات والجوائز.