أقلام الثبات
منذ اغتصاب فلسطين في أيار عام 1948 م، كانت الاعتداءات "الإسرائيلية" تتواصل وتتكرر على لبنان والفلسطينيين، التي راح ضحيتها الشهداء من الشعبين، والتي توجت بالاجتياح "الاسرائيلي" للبنان، بما فيه العاصمة بيروت عام 1982، ودائماً كان العالم والمجتمع الدولي يتفرج على المأساة، إلى أن انطلقت المقاومة اللبنانية، وتولت مهمة التصدي والمواجهة، وأبطلت مشروع "إسرائيل" التوسعي، وضربت جبروتهم، وأذلت جيوشهم، وكسرت عزيمتهم، وأجهضت ما في داخلهم من مكر يمكروه، ومن حقد يكنزوه، والسؤال هنا: هل نسيت إسرائيل غاراتها واعتداءاتها؟ أم أنها أصبحت عاجزة عن ضرب أي موقع في لبنان؟
هددت إسرائيل وتوعدت في أكثر من مناسبة أن تضرب لبنان، بنى تحتية، جسور ومستشفيات، والأهم من ذلك مطار بيروت الدولي، إلا أن أقدامهم لم تسعفهم في عمل ما يريدون، فمن يرجف على قدمين اثنين ليس كمثل الذي يرجف على قدم ونصف القدم، وعيناه شاخصتان إلى السماء ترقبان مسيرات المقاومة وهي تدك حصونهم، وتفقأ عيونهم، وتدنيهم من جهنم، كابوس ينامون ويستيقظون عليه، وهم بين ناري الغاز وثرواته الطائلة، ومسيرات حزب الله التي زارتهم منذ عدة أيام ثم عادت أدراجها.
هوكشتيان "الإسرائيلي" وحامل الجنسية الأميركية، ما هو جديده وعروضه؟ حتماً حلمه وحلم كيانه سيصطدم بدرع المقاومة المتين، كما أكد سيد المقاومة ووعد السيد حسن نصر الله بِدَك كاريش وما بعد بعد كاريش، ما جعل الصهاينة يكبحون جماح شركاتهم ويسحبونها كي لا تكون هدفاً استراتيجياً لدفاعات حزب الله، مؤمنين بأنهم إن فعلوا سيضربون.
من صيدا أم الشهداء، إلى تل أبيب والمطبعين في خندقها: هل سترضخون لشروط الدولة اللبنانية؟ أم أنكم ستنزلقون في حرب جديدة لا تعلمون عقباها؟
حقوق لبنان تحميها المقاومة، وبالتالي كل الاحتمالات واردة، وذكرى تموز باتت نزهة للمقاومة، بعد 14 عاماً من الانتصار الالهي المؤزر وتراكم البأس والقوة والسلاح، فهل سيكون هوكشتاين وسيطاً نزيهاً؟ لننتظر نهاية الإسبوع.