الثبات - إسلاميات
الوحدة الإسلامية كما نعرفها تقوم بين المسلمين على اختلاف مذابهم وألوانهم وأجناسهم وألسنتهم في شتى بقاع الأرض، يجمعهم شعار واحد ألا وهو الإسلام، إلا أن بعض المشايخ أعيى نظرهم بلاط السلاطين، ومسخ أدمغتهم التبجيل والتعظيم، ليلبسوا رداء الشيطنة ويحاضروا بالعفة والعدل والسلام في المنطقة، مطبعين مذلولين يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية.
محمد عبد الكريم العيسى وما أدراك ما محمد عبد الكريم العيسى!
شيخ اعتلى المنبر فأفسده، ناسيًا الرجوع إلى أمهات الكتب والاعمتاد على ما حصّله من علوم أخذها عن كبار مشايخ البلاط السعودي كما يزعم.
اعترف بالإرث اليهودي في فلسطين المحتلة ممهّدًا لجولة تطبيعية إسلامية، وقد غابت عنه فتاوى الوهابية من أشياخه.
إلّا أن الغريب في الأمر ما حدث هذه السنة في الحج، إذ ورد عن رئاسة شؤون الحرمين الآتي: "صدور الموافقة السامية الكريمة على قيام معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى عضو كبار العلماء والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، بالخطبة والصلاة يوم عرفة بمسجد نمرة لهذا العام 1443هـ"!!!
أما كان يكفي القول: الشيخ الدكتور فلان بن فلان الفلاني؟!
تفخيم وتبجيل لشيخ ما عرف قيمة {واعتصموا} ليزجّ اليهود مع المسلمين في تفسيره للآية، ويدعو إلى وحدة لم يسمِّها صريحة "بالتطبيع" بل دسّها سُمًّا في تفسير آية: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} بقوله: "الوحدة والأخوة والتعاون تمثّل السياج الآمن في حفظ كيان الأمة وتماسكه وحسن التعامل مع الآخرين"، وحدة وأخوة وتعاون وتطبيع وتمجيد لمن سرق وقتل وشرد واحتلّ هذا ما عناه العيسى أقصد معاليه كما يزعمون!
تفسير مذموم وافتراء صريح على الإسلام والمسلمين من خلال شيخ مطبّع، صلى بالهولوكوست على ضحايا المحرقة متعاطفًا معهم ومعترفًا بهم.
والسؤال الذي أعيى نفسه: هل سينقل العيسى السعوديةَ من الوهابية إلى "الإبراهيمية"؟!