مقالات مختارة
حضرت ذكرى استشهاد القائد الجهادي السيد مصطفى بدر الدين(السيد ذوالفقار) هذا العام بالتزامن مع موعد حصول الانتخابات النيابية التي أجريت في 15 أيار/مايو، وفي ظل الهجمة على المقاومة من قبل المحور الذي تقوده الادارة الاميركية لصالح العدو الاسرائيلي، وقد استخدمت مختلف الاساليب الاعلامية والسياسية للتشويش على جمهور وبيئة المقاومة من جهة وعلى المؤيدين لحلفاء المقاومة ومختلف أطياف الشعب اللبناني في محاولة للتأثير على عملية الاختيار والانتخاب بعد فترة طويلة من التشويه ومحاولة شيطنة المقاومة والحلفاء.
كل ذلك تطلب وعيا كبيرا وحكمة بالغة لمختلف اللبنانيين المستهدفين بهذه الحملة الاميركية ذات الاهداف والأبعاد الاسرائيلية والهادفة لضرب صورة المقاومة لدى الرأي العام المحلي والخارجي، ودفع الناس للبعد عن هذه الحالة الوطنية التي تعتبر حامية للبنان وشعبه من ضمن المعادلة الذهبية “الجيش والشعب والمقاومة”، ولا شك ان كل ذلك يصب فقط في مصلحة العدو الاسرائيلي.
وفعلا نجحت الفئة اللبنانية المستهدفة في فهم الغايات الاميركية من كل ما يجري وصولا لتمرير الانتخابات وإفشال المخطط بإسقاط المقاومة وحلفائها، في نسخة جديدة لـ”حرب تموز” لكن سياسية هذه المرة، كما وصفها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في المهرجان الانتخابي الذي أقامه حزب الله في مدينتي صور والنبطية 9-5-2022 حيث قال “… ما شهدناه خلال الحملات الانتخابية والاعلامية والسياسية، خلال كل الأسابيع الماضية، من حرب سياسية وإعلامية وتحريض طائفي ومذهبي على المقاومة يصح فيه قول أحد إخواننا الأعزاء أن ما نواجهه في هذه الانتخابات حرب تموز سياسية… هذه حرب تموز سياسية بأدوات سياسية وليس بأدوات عسكرية، بالخطاب وبالتحريض وبالتلفزيون وبالكذب وبالافتراءات وبالاتهامات وبالدجل وبالوعود الكاذبة…”.
من هنا يمكن الاستفادة من سيرة الشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين الذي فهم أهمية الاعلام في المعركة مع العدو، “فالسيد بدر الدين كان يهتم بالإعلام وبأدق التفاصيل التي تؤثر في ذهنية وعقل العدو الاسرائيلي”، كما قاله الحاج أبو علام وهو من الأخوة الذين عايشوا السيد ذوالفقار وعملوا معه لفترة طويلة، ولفت الى ان “السيد كان يعتبر ان معركتنا مع الاسرائيلي كانت وستبقى معركة وعي بالدرجة الاولى، لذلك فهو في كل تفاصيل عمله العسكري والأمني وما يرتبط به على الصعيد الاعلامي وخاصة الاعلام الحربي كان هدفه الاول والاخير كيّ الوعي لدى العدو وإصابته بالصميم ونشر الوعي في مجتمعنا وبيئة المقاومة”، وتابع “لذلك كان يولي الإعلام اهتماما خاصا ويرفده بكل الامكانات البشرية واللوجستية الممكنة لدى المقاومة وقيادتها ويعمل على تطوير أداء الفريق الاعلامي للمقاومة”.
واليوم نجد ان الإعلام المقاوم سواء عبر المؤسسات الاعلامية او عبر جمهور المقاومة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، لعب الدور الكبير في مواجهة المخطط الجديد الخبيث الذي استهدف لبنان وشعبه ومقاومته وأسقط المشروع الاميركي الاسرائيلي الجديد وفوّت على الاعداء فرصة تحقيق اي انتصار في لبنان، فالعدو الاسرائيلي ومن خلفه الاميركي وبعض الادوات الاقليمية لن تتوقف عن السعي لاستهداف هذه المقاومة وكل من يؤيدها ويدعمها، وبالتالي فالعدو حاول وسيحاول استخدام كل الوسائل الممكنة للتأثير على مسيرة وعمل المقاومة سواء في السياسة او الاعلام او عبر استمرار الأزمات المعيشية والاقتصادية التي تفتعل كل يوم عبر أدوات الاميركي في الداخل.
وهنا يمكن الإشارة الى كلام لرفيق درب الشهيد السيد ذوالفقار، القائد الجهاد الكبير الحاج عماد مغنية(الحاج رضوان) الذي قال في فيديو نشر له في ذكرى استشهاده في شباط/فبراير هذا العام “.. اليوم من غير الوارد إلغاء أو كسر حزب الله لأن المقاومة هي مجتمع وأجيال ووجود جذوره عميقة ولا يمكن ان يلغى…”.
ذوالفقار ضاهر ـ المنار