الثبات ـ إسلاميات
يتساءل كثير من المسلمين عن فضل التعبد ليلة الإسراء والمعراج، وحكم صيام يومها، وهل للصلاة فضل عظيم في تلك الليلة خاصة وأنها الليلة التي فرضت بها.
ليلة الإسراء والمعراج، هي ليلة مباركة ويقصد بالإسراء: الرحلة التي أكرم الله -تعالى- نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم- بها من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس.
ويقصد بالمعراج: ما أعقب رحلة الإسراء من العروج بالرسول -عليه السلام- إلى السماوات العلا، حتى الوصول إلى مستوى تنقطع عنده الخلائق.
وقد ورد ذكر حادثة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم، قال –تعالى-: «سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى».
وأما ذكر المعراج فقد ورد في سورة النجم، قال –تعالى-: « وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى* عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى».
وفيما يتعلق بما حدث في الإسراء والمعراج ، ورد في التجهيز لرحلة الإسراء والمعراج ما أخرج الإمام البُخاري في صحيحه حادثة الإسراء المعراج، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- مُستلقياً على ظهره في بيت أُمِّ هانئ، فانفرج سقف البيت، ونزل منه مَلَكان على هيئة البشر، فأخذاه إلى الحطيم عند زمزم، ثُمّ شقّا صدره، وأخرجا قلبه الشريف وغسلاه بماء زمزم، وملآه بالإيمان والحكمة.
وعن لـماذا حدثت الإسراء والمعراج ليلا، جاء أن الحكمة في ذلك تهيئة النبي -صلى الله عليه وسلم- لِما سيُشاهده، وليكون إعدادا له من الناحية اليقينيّة والروحيّة، وعلّق الحافظ ابن حجر على ذلك فقال: "وجميع ما ورد من شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته، لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك".
ماذا حدث في الإسراء والمعراج ، ورد فيه ركوب البراق والإسراء إلى المسجد الأقصى ثُمّ جاء جبريل -عليه السلام- للنبيّ بدابّة البُراق، وهي دابّةٌ أصغرُ من الفَرَس وأكبر من الحِمار، تضعُ حافرها عند مُنتهى طرفها؛ أي تضع خطواتها فتصل إلى مدّ بصرها، فلمّا ركبها النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يثْبُت، حتى قال له جبريل -عليه السلام- أن يثبت، فلم يركبها أحدٌ خيرٌ منه، فثبت النبيّ، وتصبّب عرقاً، ثُمّ انطلقت بهما إلى بيت المقدس.
العروج إلى السماء عُرج بالنبيّ وجبريل إلى السماء الدُنيا، فرأى -عليه الصلاة والسلام- آدمَ -عليه السلام-، ورحّب به، وردّ عليه السّلام، وأراه أرواح الشُهداء عن يمينه، وأرواح الأشقياء عن يساره، ثُمّ صعد إلى السماء الثانيّة، فرأى فيها يحيى وعيسى -عليهما السلام-، فسلّم عليهما.
ثُمّ صعد إلى السماء الثالثة ورأى فيها يوسف -عليه السلام-، ثُمّ رأى إدريس -عليه السلام- في السماء الرابعة، وهارون -عليه السلام- في السماء الخامسة، وموسى -عليه السلام- في السماء السادسة، وفي السماء السابعة رأى إبراهيم -عليه السلام-، وجميعُهم يُسلّمون عليه، ويُقرّون بنبوّته.
ثُمّ صعد -صلى الله عليه وسلم- إلى سدْرة المُنتهى، والبيت المعمور، ثُم صعد فوق السماء السابعة، وكلّم الله تعالى، ففرض عليه خمسين صلاة، وبقيَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يُراجِعه حتى جعلها خمساً، وعُرض عليه اللّبن والخمر، فاختار اللّبن، فقيل له أنّه أصاب الفطرة، ورأى أنهار الجنّة، اثنان ظاهران، واثنان باطنان، ورأى خازن النّار -مالِك-، ورأى أكَلَة الرّبا، وأكَلَة أموالِ اليتامى ظُلماً، وغير ذلك الكثير من المشاهد.
التعبد ليلة الإسراء والمعراج
حكم صيام يوم ليلة الإسراء والمعراج، ذكر العلماء انه لا مانع شرعًا من التطوع بصوم يوم ليلة الإسراء والمعراج، لما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».
وذكرت دار الإفتاء المصرية، أنه يستحب إحياء هذه الليلة بالعبادات والطاعات ومن أبرز هذه العبادات التي يحبها الله هي الصيام، منوهة أن هناك كذلك إطعام الطعام وإخراج الصدقات والسعي على حوائج الناس، والإكثار من الذكر والإستغفار.
وأوضحت، أن النبي الكريم، كان يحرص على الصيام في رجب لما له من مكانة عظيمة عند الله، ولم يرد عن صوم الإسراء والمعراج أنه سنة.
وأشارت إلى أن صوم يوم 27 رجب ليلة الإسراء والمعراج لا حرج فيه لأن الصيام طاعة مطلوبة فى هذه الأوقات فى رجب وشعبان حتى نمهد نفسنا لشهر رمضان، فيجوز صوم ليلة الإسراء والمعراج احتفاء بأن الله منى على رسولنا صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج وبنزول وفرض الصلوات الخمس.