في حضرة المحبوب الأعظم ﷺ

السبت 19 تموز , 2025 10:52 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات-إسلاميات 

هو الحبيبُ الذي تُرجى شفاعتُهُ ....لكلِّ هولٍ من الأهوالِ مقتَحَمِ

نورٌ تجلّى على الأكوانِ طلعتُهُ ...كأنّه البدرُ في ليلٍ من الظُّلَمِ

قلبي يُناديك شوقًا يا رسولَ الهدى...وفي فؤادي لهيبُ الحبِّ والكرمِ

يا سيّدَ الخَلقِ ما لي سِواكَ شفيعٌ...إذا ادلهمّت خطوبي واشتدّ نَدَمي

صلّى عليكَ إلهُ العرشِ ما طَلَعَتْ...شمسٌ، وما هبَّ ريحُ الصُّبحِ من إِرَمِ 

إذا كان الحب فطرةً تُغرس في القلوب، فإنَّ أعظم مَن يستحقّ هذا الحب هو سيّدُ القلوب ومعلّمُ الأرواح، محمدٌ ﷺ الذي قال فيه ربّه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} 

وقال عنه الصادقون من أمتهﷺ : "ما رُئي شيءٌ أحسن منه، ولا شمّ أحدٌ طيبًا أطيب من عرقه، ولا خالطَ الناسَ بشرٌ أرفق منه" 

حبُّ النبيﷺ ليس مجرّد عاطفةٍ تُسكِنُ القلب، بل هو إيمانٌ متين، وسلوكٌ قويم، واتباعٌ مستقيم قالﷺ: ((لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين)) رواه البخاري ومسلم

فالمؤمن لا يهنأ له عيش، ولا يصفو له قلب، حتى يُشعلَ في داخله نار الشوق إلى رسول الله، ويتتبع خطاه، ويستنّ بسنّته، ويتجمّل بأخلاقه، ويذوب في حبّه كما يذوب الشمع إذا أضاء

  وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم أعظمَ الناس حبًّا لهﷺ، حتى قال أحدهم يوم الحديبية، كما روى البخاري عن عروة بن مسعود: "واللهِ لقد وفدتُ على الملوك، فما رأيتُ أحدًا يعظِّم أحدًا كتعظيم أصحاب محمدٍ محمدًا"  فهل نحبُّه نحن كما أحبّوه؟ هل نذكره في الصباح والمساء؟ هل نحزن إن أُهينت سنّته؟  هل نتأسى بأفعاله وأقواله؟

الحبّ الصادق للنبيّ ليس في الاحتفال باسمه فقط وإن كان ذلك مطلوب ، بل في حمل رسالته، وتبليغ هديه، والنصح لدينه، والدعاء لأمته، والسعي في درب نوره، قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}   

فيا من اشتاق قلبُك للنبي، اجعل حبّك له ترجمانًا لطاعته، وتعبيرًا عن شوقك لرؤيته، وإيمانًا بلقائه على الحوض، فإنك - إن صدقت - كنتَ معه، كما قالﷺ: ((المرءُ مع مَن أحبَّ))


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل