العلماء الربانيون ... سماحة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه

الإثنين 20 أيلول , 2021 02:59 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات ـ إسلاميات

طريق العلم الشريعي طريق مليء بالمصاعب والتحديات، هذه المصاعب تكون في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، حل وترحال وتدوير للمفاهيم، خاصة تلك المتحجرة والتي لا ترى من الإسلام سوى التكفير والقتل والتهجير، لهذا سار الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه على نهج مشايخه، وأخذ يعلم ويربي ويغير النفوس، خاصة تلك التي تأثرت بالوهابية، وأيضاً تلك التي تأثرت بالغرب والعلمانية، فهما سواء، قال في "الثوابت النورانية" على قناة الثبات الفضائية:

قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} سورة النحل-الآية 125، نجد أن اسم "الداعية" أخذ من القرآن الكريم، والمطلوب منا في الآية السابقة الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وعبادته على النحو الصحيح، فمن عرف ليس كمن غرف، إن السلوك مهم؛ ليصل إلى الله تبارك وتعالى، ويعرف الحقائق، ونلاحظ هنا أن هناك علم ومعرفة، والفرق بينهما شاسع.

العلم يكون بالدليل القطعي، فالله سبحانه وتعالى واحد وعالم بكل مخلوقاته، وقادر على كل شيء، لا يحوله حول، ولا يدركه زمان، ولا يحيط به مكان، ولا يفنى، حي لا يموت، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، أمّا المعرفة فلا تكون إلا من خلال تذوق هذه العبادة التي جاءت من خلال العلم. من سلك هذا السلوك، وعرف الله سبحانه وتعالى، وحث إلى مرضاته يسمى "داعية"، ولابد للداعية أن يكون ملتزماً بالقول والعمل، فلا ينهى عن المنكر ويأتي بمثله، ويجب عليه أن يكون ربانياً، متخلقاً بأخلاق القرآن الكريم.

من النماذج عن هذا الحال ما وجدته في سفري إلى كردستان العراق في ذكرى المولد النبوي، لأجد حب النبي صلى الله عليه وسلم في قلوبهم قبل عقولهم، وإنهم من أهل الطريق، الطريقة النقشبندية المباركة، وهذه الطريق لا يمكن سلوكها دون علم ومعرفة، وحرص وحذر لعدم الوقوع في المعاصي؛ لذلك نجد الأخوة الأكراد يجدون في طلب العلم الشرعي، وإتقان العربية، وإنهم لأهل علم ومعرفة ومنهم: ((الشيخ العلامة عثمان سراج الله-الشيخ الدكتور أحمد كفتارو-الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي-الشيخ نجم الدين الكردي الأربيلي نزيل مصر رضوان الله عليهم أجمعين)) علماء أجلاء أكراد.

عندما وجدت هذا الالتزام والاتزان من قبل الأخوة في تلك المنطقة، فعملت على فتح مكتب للتسجيل في كلية الدعوة الجامعية ومقرها بيروت، تحت إشراف بعض المختصين هناك؛ لنشكل نسيجاً متكاملاً في وحدة الأمة التي قسمتها الدول الغربية عندما غزتها ونهبت ثرواتها، وبهذا يجب علينا أن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نبي رحمه، نبي حب، نبي وفاء، نبي سخاء، نبي عطاء، نبي قوة، نبي شفاعة، نبي عفو، نبي ود، نبي دعوة، إياكم ثم إياكم أن تشوهوا الصورة الحقيقية التي كان عليها نبينا صلى الله عليه وسلم.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل