بالشكر تدوم النعم ... سلسلة خطب الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري رضوان الله عليه

الإثنين 09 آب , 2021 06:06 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات - إسلاميات

إنّ الحمد لله، نحمده تعالى ونشكره، ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير وإليه المصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأشهد أنّ سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقرة أعيننا محمداً رسول الله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله ومن سار على طريقه واتبع هداه إلى يوم الدين، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} سورة آل عمران-الآية 102. أما بعد عباد الله:

يقول الله تبارك وتعالى بعد قول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} سورة البقرة-الآية 21، هذه الآية الكريمة في مطالع سورة البقرة توجيه من ربنا تبارك وتعالى للناس، وهنا امتن الله سبحانه وتعالى على عباده ليكونوا عابدين ساجدين راكعين لربهم طائعين؛ لأنه الله سبحانه وتعالى هو من خلقك وأعطاك وسواك وحسنك، وما عليك إلا أن تعبده عبادة صحيحة، دون شرك أو نفاق، وأن تكف شهواتك وأهواءك وكل أمورك وتبقى مع الله سبحانه وتعالى، تتعب أوامره، وتنتهي عن نواهيه. نعم الله كثيرة لا تحصى، ومنها نعمة الحياة، منحنا الله سبحانه وتعالى الروح لنحافظ عليها، ونجعلها في طاعته، ونحميها من المعاصي والآثام، التي تودي بنا أخيراً إلى الانتحار والعياذ بالله، أما الإجهاض فهو حرام قطعاً؛ لأنك لا تملك الحق بإنهاء حياة إنسان قد أعطاها له الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ} سورة التكوير-الآية8.

نتكلم عن الموت لنحسن العمل ونرجع إلى الله سبحانه وتعالى، نعمل بجد وإتقان كي نحظى بمرضاة الله سبحانه وتعالى، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيُعِينُ ذَا الحَاجَةِ المَلْهُوفَ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيَأْمُرُ بِالخَيْرِ،أَوْ قَالَ: بِالْمَعْرُوفِ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ)).

نحن نعبد الله سبحانه وتعالى، ونسجد له، وليس لأحد علينا يد إلا بقدر الأدب والأخلاق المطلوب منا من جهة هذا الإسلام العظيم. خضوع وسجود وتعبد ورجاء وتبتل، عل الله سبحانه وتعالى أن يقبلك، ويجعل في قلبك نوراً، وفي وجهك نوراً، وفي أيام نوراً، وفي علمك نوراً، وفي بيتك نوراً، وفي قبرك نوراً، أن يجعلك نوراً على نور.

حياة المؤمن في تقدم كبير، في أفعاله وتصرفاته وعباداته وأخلاقه وكل أموره، فإن لم يصل إلى هذه المرتبة فعليه مراجعة نفسه.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل