المستشارية الثقافية الإيرانية أحيت ذكرى خسروشاهي وتنويه باعتداله ودوره التقريبي

الجمعة 30 تموز , 2021 10:04 توقيت بيروت ثقافة

الثبات ـ ثقافة

نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالتعاون مع مركز البحوث الإسلامية في مدينة قم، ندوة تأبينية امناسبة إحياء ذكرى السيد هادي خسروشاهي، المفكر والفقيه والفيلسوف والناشط الثقافي، بعنوان “السيد هادي خسروشاهي، سليل التقريب والتجديد”، في حضور رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية وعضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران الدكتور أبو ذر إبراهيمي تركمان، المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار ونجل خسروشاهي السيد محمود هادي خسروشاهي ممثلا مركز البحوث الإسلامية، وكبار الشخصيات الفكرية والفلسفية والدينية من مصر، إيران، لبنان، الجزائر، سوريا، العراق، بريطانيا، اليابان، وقدم لها الباحث الفلسطيني الدكتور مصطفى اللداوي. وتخلل الندوة فيلم وثائقي يحكي سيرة السيد خسروشاهي وأعماله وعطاءاته. وألقيت كلمة القائد السيد علي الخامنئي في عزاء خسروشاهي في مقدمة الندوة، قرأها الدكتور مصطفى اللداوي، الذي وصف خسروشاهي “بالصديق القديم الذي لا يعرف الكلل”.

خام يار

افتتح الدكتور خامه يار الكلام مرحبا بالحضور، مشيرا إلى أن “العلامة خسروشاهي من مؤرخي النهضات الإسلامية، ومن رواد الأنشطة الدولية في المجالات العلمية والفكرية في تاريخنا المعاصر، ومن رموز التقريب خلال نصف القرن الأخير، وأدى دورا أساسيا في لقاء النخب الشيعية والسنية والإسلامية والمسيحية خلال تلك الحقبة، من خلال الفكر والمعرفة والاعتدال، كما أنه كان كاتبا ومترجما للعديد من كتب وأفكار منظري ومفكرين رموز الحركات الإسلامية في العصر الحديث إلى الفارسية، إلى جانب دوره في الحقل الديبلوماسي، وفي مقام بلادنا التمثيلي في الفاتيكان والقاهرة”.

وختم كلمته: “اليوم، أورثنا السيد هادي مكتبة من الفكر الأصيل الذي بناه عمرا في طريق التقريب والحوار الحضاري والتجديد الفكري والفلسفة والمعارف. أورثنا وأورث أبناءه خطا نهضويا لا تخبو أنواره، ودربا معبدا من القيم المعرفية والأخلاقية التي يلتقي حولها المسلمون سنة وشيعة ويلتحق بقافلتها أبناء الديانات الأخرى، لما فيها من محبة وتسامح وأصالة.”

تركمان

أما تركمان فقال: “ان إحدى سمات الراحل خسروشاهي كانت دوره التقريبي والتبليغي. كان رجلا ناضجا قد رأى العالم كله وكان دائما على دراية بأفكار المصلحين في العالم العربي. لم يكن التقريب بين الأديان السماوية استراتيجية له بل عقيدة يؤمن بها. واعتبر أن القواسم المشتركة بين الأديان السماوية هي أكثر بكثير من الاختلافات، مشددا على أنه يجب على المسلمين التخلي عن التحجر والتعصب والتركيز على القواسم المشتركة فيما بينهم. إلى جانب ذلك كان مشرفا ومتعاونا ومؤسسا للكثير من دور ومراكز النشر والثقافة في إيران والعالم العربي، وعلى رأسها تأسيس مكتبة مركز البحوث الإسلامية في قم المقدسة. وكانت مؤلفاته وترجماته الكثيرة بمثابة الحجر الأساس في بناء جسر التقارب والتقريب بين المذاهب الإسلامية والأديان، حيث كان متبحرا في فلسفات النهضة الإسلامية وحركات الإصلاح في العالم العربي، مع تأكيده على مفهوم العدالة والاعتدال لدى أهل البيت، فكان بذلك خير مبلغ يحمل رسالة الإسلام السمح والمتسامح إلى سائر الأديان”.

وختم: “وصفه السيد القائد الإمام الخامنئي، في رسالة أصدرها بمناسبة وفاة الراحل خسرو شاهي، بأنه رجل لا يعرف الكلل. في الواقع، كان شخصية لا تعرف الكلل. لقد ثابر لمدة ستين عاما ولم يتعب قط. اليوم، يعاني العالم الإسلامي فقدان الأفكار المعتدلة. لطالما كان للأفكار المتطرفة آثار مدمرة. الاعتدال لا يعني تجاوز المعتقدات لصالح معتقدات الآخرين. إنه يعني الوقوف على خط التوازن. إن الإفراط والتفريط يوجهان ضربات مدمرة لجوهر الفكر الإسلامي. لقد فهم الراحل خسروشاهي نقطة الاعتدال جيدا ووقف دائما على هذه النقطة في مواقفه وأعماله المكتوبة. كان ملما بتاريخ الإسلام وكان ضليعا في العلوم الإسلامية. ودائما ما كان يستخدم معرفته لتعديل الأفكار المتطرفة”.

بعد ذلك كانت كلمات لكل من رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في لبنان الشيخ ماهر حمود، مستشار مركز دراسة الحضارات العالمية في لندن الدكتور كمال الهلباوي، الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان الدكتور عزام الأيوبي، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين البروفسور عمار طالبي، أستاذ كلية العلاقات الدولية وسفير إيران لدى الفاتيكان ومنظمة التعاون الإسلامي وتونس سابقا الشيخ الدكتور مصطفى بروجردي، أستاذ الدراسات الدولية في جامعة ريوكوكو في كيوتوي اليابان الدكتور أبو القاسم جعفري، الكاتب والأستاذ الجامعي الجزائري الدكتور نورالدين أبو لحية، عضو المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في العراق السيد علي العلاق، الناشط السياسي والصحافي وعضو حركة أحرار البحرين الدكتور سعيد شهابي، الباحث ونائب مدير مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة الدكتور علي أبوالخير والباحث الفلسطيني الدكتور مصطفى اللداوي.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل