الثبات – مقالات
خصائص الأمة المحمدية
ذِكْرُ الأُمَّة المحمَّدية في الكُتب السَّابقة
الشيخ محمد علوي المالكي
قال الله تعالى:
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}.
وأخرجَ الدارمي في مسنده وابن عساكر عن كعب قال: "في السطر الأول: محمَّد رسول الله عبدي الْمُختار، لا فَظٌّ ولا غَليظٌ ولا سخَّابٌ في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يَعْفُو ويصفح ويغفر، مولده بمكة وهجرته بطيبة، وملكه بشام.
وفي السطر الثاني: محمَّد رسول الله، أُمته الحمَّادون يحمدون الله في السَّراء والضَّرَّاء، يحمدون الله في كلِّ منزل ويكبِّرونه على كلِّ شَرَفٍ، رُعاة الشمس يصلُّون الصلاة إذا جاء وقتها، ولو كانوا على رأس كُناسة، ويأتَزِرون على أوساطهم، ويوضِّئون أطرافهم، وأصواتهم بالليل في جو السماء كأصوات النَّحل".
وفي رواية عند الزبير بن بكار وأبي نُعيم زيادة: "أناجيلهم في صدورهم، قُربانهم الذي يتقربون به إليَّ دماؤه، رُهبان بالليل ليوثٌ بالنَّهار".
وفي رواية عن أبي هريرة عند أبي نُعيم: جاء في أوصاف هذه الأمة في التوراة: أنهم الآخرون السابقون، المستجيبون الْمُستجاب لهم، أناجيلهم في صدورهم يقرؤونه ظاهراً، يأكلون الفيء، يَجعلون الصدقة في بطونهم يؤجرون عليها، إذا همَّ أحدهم بحسنة فلم يعملها كُتبت له حسنة واحدة، وإن عَمِلها كُتبت له عشر حسنات، وإذا همَّ أحدهم بسيئة فلم يعملها، لم تكتب، وإن علمها كُتبت سيئة واحدة، يؤتون العلم الأول والآخر، فيقتُلون قرون الضلالة والمسيح الدجال"