الثبات – مقالات
التقرب إلى الله
معنى العبادة لله تعالى
العلامة المحدث عبد الله سراج الدين
العبادة هي قيام العبد بما أمره الله تعالى من أعمال وأقوال، ملاحظاً عبوديته لرب العالمين، وعبادته لله الإله الحق المبين الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له، فالعبادة هي أعمال وأقوال، يقوم بها العبد حباً وتذللاً وتقرباً إلى ربه سبحانه إله العالمين، وبهذا القيد الأخير وهو ملاحظة العبودية لله تعالى يظهر لك الفرق بين أعمال التكريم وأقوال التعظيم، وبين أعمال وأقوال العبادة لرب العالمين.
فالملائكة عليهم السلام هم يسجدون لله تعالى دائماً قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}، وقد أمرهم الله تعالى أن يسجدوا لآدم، قال تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}، فأمرهم بالسجود لآدم سجوداً حقيقياً على الجباه بدليل: {فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} لا ركوعاً ولا انحناءً.
ولكن شتان بين سجودهم لله تعالى وبين سجودهم لآدم، فإنَّ سجودهم لله تعالى هو سجود عبد مخلوق لربِّ خالِق غير مخلوق، سجود عبادٍ يُعبد حقاً وحده وهذا هو العبادة.
وأمَّا سجودهم لآدم فهو سجود عبد مخلوق لعبد مخلوق مثله، ولكن الله تعالى كرمه عليهم، فهو سجود تعظيم وتكريم لآدم ومن هنا استكبر إبليس فقال: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ}، وقد كان سجود التعظيم والتكريم مشروعاً في الشرائع السابقة، ثُمَّ حرم في هذه الشريعة المحمدية صلى الله عليه وسلم سداً لذرائع الشرك والكفر.
ويتلخص من ذلك أنَّ عبادة الله تعالى تقوم على أسس ثلاثة:
عبادة قلبية 2-عبادة عملية 3-عبادة قولية
-فعبادة القلب هي اعتقاده الجازم، وشهوده بأنَّه لا إله إلَّا الله ولا ربَّ سواه.
-وعبادة الأعمال هي تأدية الأعمال التي أمرَ الله تعالى بها من إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصوم، والحج وسائر الفرائض ثُمَّ النوافل.
-وعبادة الأقوال هي تأدية ما شرعه الله تعالى من التلاوات والأدعية والأذكار على مختلف أنواعها والتسبيح والتحميد .... إلخ.