مقالات مختارة

يبدو أن مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري في مسألة تأليف الحكومة دخلت منعطفا جديداً في التعاطي مع هذا الملف الشائك والمتشعب وهو ما سيزيد مهمته تعقيدا بسبب جملة معطيات مستجدة دولياً واقليميا من شأنها أن تغير مجريات الأحداث على المستوى الداخلي بالنظر لبروز عاملين اثنين:
العامل الأول: يتمثل بفشل المسعى الفرنسي وسقوط أي مبادرة بهذا الشأن بعد أن ثبت عجز الجانب الفرنسي على تغيير مسار الأمور داخليا وعجزها بالمقابل في التأثير على القوى الاقليمية الفاعلة على مستوى الملف اللبناني.
العامل الثاني: يتمثل بالإعلان الرسمي عن بدء المحادثات السعودية- الإيرانية والتي قد يكون على الأرجح الملف اللبناني في صلبها والتي قد تفضي ربما إلى إخراج الحكومة من عنق الزجاجة العالقة فيه منذ أشهر..
ولكن هذا المعطى يصطدم بالفيتو السعودي على الرئيس الحريري ذلك انه لتاريخه لا تزال أبواب الرياض موصدة بوجهه، وهو ما شكل حائلا ولا يزال دون الحريري من تشكيل حكومته..وهنا قد يبرز ربما الدور الإيراني في إقناع الرياض بالتخلي عن موقفها السلبي والمسبق تجاهه.. أو ربما قد تذهب الأمور بين الجانبين إلى تسوية ما، بمعزل عن الحريري والتي قد تفضي في النهاية إلى إعلان إعتذاره عن مهمة التشكيل وفقاً لمسار الأمور والمعطيات التي تكون قد توافرت لديه في حينه خصوصاً إذا تبين أنه لم يعد يشكل مطلبا دوليا واقليميا…وهو ما قد يدفع بالحريري ربما إلى إعادة خلط للأوراق على المستوى الداخلي بالايعاز إلى كتلته النيابية بالاستقالة من المجلس النيابي، وعندها سيفقد المجلس ميثاقيته وهو ما سيدفع بإتجاه الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة…حيث قد تتبلور حينها الأمور ويبدو المشهد السياسي أكثر وضوحا…

المحامي د. وسام صعب

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الثبات وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً