رمضان همسات الوداع

الثلاثاء 04 أيار , 2021 12:20 توقيت بيروت رمضان 1442 هـ / 2021 م

الثبات - إسلاميات

 

همسات الوداع

 

مهلاً رمضان، ما زلت تمضي مسرعاً آخذاً معك شيئاً من أعمارنا وأعمالنا، أنت الضيف الكريم، وأنت الزائر الذي سرعان ما يحزم أمتعته ويغادر، صدق الله العظيم حيث قال عنك: {أيّاماً معدودات}، فترفّق بحالنا يا رمضان، فنحن العطاش نبتغي الارتواء من لذيذ شرابك.

إن كان رمضان يعزم على الرحيل، فإنه يهمس في آذاننا همسات الوداع ليعلّمنا حسن توديعه وفراقه وهو ذاهبٌ إلى ربه بما أودعنا فيه من أعمال، فها هي همسات الوداع تقول: يا عبد الله، إن كنت قصّرت فيما مضى فاحفظ ما بقي، فإن العبرة بالخواتيم.

همسات الوداع تقول: احرص على الطاعة في الليالي العشر الأخيرة، فهي مظنّة القبول، وهي طريق الوصول، فيها ليلة القدر المباركة، من ظفر بها فقد حاز الخير الكثير، ومن أحياها بالطاعات فقد تعرض للأجر الوفير.

همسات الوداع تقول: إياك أن ترى الناس يسارعون في فكاك رقابهم من النار وأنت المتكاسل الغافل، قم وسارع في عتق رقبتك من النار، فربك كريمٌ وفضله عميم

همسات الوداع تقول: ما أكثر الجياع وما أوسع رقعة الفقر والمسكنة، تعاهد فقيراً أو مسكيناً في هذه الأيام العظيمة، وأغدق عليه مما حباك الله به من نعمة المال، فرّج كربته، واسقِ كبده، واملأ أحشاءه، فلقمةٌ في بطن فقير، كفيلةٌ أن تجلببك بجلباب الأمن والأمان يوم تلقى الواحد الديان

همسات الوداع تقول: لا تنس الدعاء والرجاء، أكثر من السجود للحي المعبود، هل خلا قلبك من الهموم؟ هل سلمتَ من البلاء؟ قم في جوف الليل وارغب لربك فلا شك يستجيب

يهمس رمضان في آذاننا بقول عليٍّ رضي الله عنه: ليت شعري من المقبول فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه، ويهمس أخرى بقول ابن مسعودٍ رضي الله عنه: أيها المقبول هنيئاً لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك، فاسع جهدك لتكون من المقبولين، وابذل وسعك كيلا تكون من الأشقياء المحرومين.

اللهم أعد علينا رمضان بالأمن والأمان، وتحرير الأقصى مع فرجٍ قريب.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل