الثبات بعد رمضان

الثلاثاء 04 أيار , 2021 12:05 توقيت بيروت رمضان 1442 هـ / 2021 م

الثبات - إسلاميات

 

الثبات بعد رمضان

 

بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام انقلب بعض المسلمين على أعقابهم، لأنهم ظنوا أنه بوفاة الرسول سيموت الإسلام، حتى أن بعض الصحابة الكبار والمشهود لهم بالقوة ورباطة الجأش تأثروا جداً بالحدث الجلل، إلى أن جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقال كلمته المشهورة "من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت".

ما حدث في تلك الساعة يمكن إسقاطه على واقعنا المعاش بعد رمضان، فكلنا يلاحظ أن مستوى التدين يرتفع بشكلٍ كبيرٍ جداً في قلوب ونفوس المسلمين في شهر رمضان المبارك، فتمتلئ المساجد بالمصلين خاصة الفجر وصلاة التراويح، وينشغل الناس بقراءة القرآن وتظهر مسألة التباهي بعدد ختمات القرآن، وزيارة الأرحام، وغيره من الطقوس التي يمكن تسميتها في أحسن الحوال "طقوس رمضانية".

وما أن يحزم رمضان حقائبه حتى يبدأ منسوب الإيمان في نفوس الكثيرين بالانخفاض، فتعود المصاحف لمواقعها ليملئها الغبار، ويقل رواد المساجد خاصة في صلاتي الفجر والعشاء، ويعود صاحب المعاصي لمعاصي ما قبل رمضان، ويطلق العنان للسانه ليجول ويصول في أعراض المسلمين دون خوف أو وجل، ولنظره لأن يحذق في المحرمات، وتعود قطيعة الرحم تتصدر المشهد الاجتماعي، وكأنهم بذلك يؤكدون أنهم رمضانيون وليسوا ربانين.

أخي المسلم: لقد كان رمضان فرصة ذهبية وهبك الله إياها ليبلوك كيف تتصرف فيها، فإن كان قد وفقك لتتصرف فيه بالخير وتحسن استثمار المنحة، فهذا من حسن حظك، فحافظ على هذه النعمة والمنحة ببقاء قربك من الله بعد رمضان، {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا} [النحل:92]، وبمناسبة ذكر الآية فوجب ذكر قصتها، فقد كانت بمكة امرأة مجنونة اسمها "ريطة بنت سعد"، كانت تغزل طول يومها غزلاً قويًا محكما ثم تنقضه أنكاثا، أي: تفسده.

يقول العلماء إن من علامات قبول الله لطاعة المسلم في رمضان أن يجعله يستمر على ما كان عليه في رمضان بعد رمضان، فتراه يلتزم بصلاة الجماعة وقراءة القرآن وزيارة الأرحام وكف لسانه عن الغيبة والنميمة، ويصوم الإثنين والخميس، وأيام البيض من الأشهر الهجرية، واستمرار الصدقة، فإن أردت أن تكون من المقبولين في رمضان، فكن مع الله في رمضان وبعده، وأعلم أنه لو كنت تعبد رمضان فإن رمضان قد مات، وإن كنت تعبد الله ، فإن الله حي لا يموت.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل