الثبات ـ ثقافة
تحدث مهندس وكالة ناسا ومخترع مروحيتها الأولى فوق المريخ لؤي البسيوني، عن معاناة دخول وخروج الغزيين من القطاع المحاصر، وكيف باتت إجراءات غلق معبر رفح تشكل كابوسا لكثيرين، وتحديدا المقيمين خارج القطاع ممن يأتون بغرض الزيارة لذويهم ومن ثم العودة لأماكن إقامتهم وعملهم في الخارج.
البسيوني قال إن زيارة مسقط رأسه في غزة يعد أكثر صعوبة من الإنجاز الذي حققه مع وكالة ناسا، نظرا لظروف غلق المعبر الفجائية ودون أسباب من الطرف المصري ولفترات قد تستمر لعدة أشهر.
ويستبعد البسيوني أن يتمكن من زيارة غزة في وقت قريب، بسبب القيود المفروضة على السفر من وإلى القطاع.
وفيما لو رغب بزيارة مدينته، فسيتعين عليه المرور عبر مصر أو الأردن، كون إسرائيل لا تسمح لسكان القطاع بالسفر عبر مطارها الدولي.
ويخشى البسيوني أن يسافر إلى القطاع عبر مصر، كون معبر رفح يفتح أبوابه أمام المسافرين بشكل متقطع، ومن الممكن أن يتم إغلاقه لشهور. وتفرض مصر رسوما مرتفعة على الفلسطينيين وتطالبهم بالحصول على تصاريح للسفر.
وأشار البسيوني إلى أن والده الطبيب الذي يعيش في ألمانيا كان قد زار غزة عبر مصر، في 2019، إلا أنه علق فيها لمدة 7 أشهر.
ولفت المهندس إلى أن معظم الأمريكيين، بما يشمل مهندسي الفضاء، لا يحصلون سوى على إجازة مدتها أسبوعان أو ثلاثة أسابيع فقط في العام الواحد. وتابع: "إذا ذهبت (إلى غزة)، فقد تعلق وتخسر وظيفتك".
ولفت في حديث لوكالة أسوشييتد برس الأمريكية، إلى أن الذهاب إلى غزة، "حيث اللافتات التي تحتفل بإنجازه، يبدو أبعد من الرحلة إلى المريخ بسبب القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية والمصرية على دخول القطاع".
وتصف الوكالة رحلة البسيوني (42 عاما) من بلدته في غزة، بيت حانون، وصولا إلى مختبر الدفع النفاث التابع لـ"ناسا" بأنها "مذهلة".
وكان البسيوني قد غادر غزة، عام 1998، لمتابعة دراسته في الولايات المتحدة، ولم يعد إلى مدينته سوى مرة واحدة في زيارة قصيرة، عام 2000.
ووفقا للوكالة، فقد صارع البسيوني من أجل تأمين رسوم دراسته في جامعة كنتاكي الأمريكية، واضطر للعمل في بعض الأحيان لأكثر من 90 ساعة أسبوعيا في أحد مطاعم "صب واي".
وانتقل المهندس إلى جامعة لويزفيل، وحصل منها على درجة البكالوريوس ومن ثم الماجستير في الهندسة الكهربائية.
وعمل البسيوني لمدة 6 سنوات مع علماء في "ناسا" بهدف تطوير نظام الدفع ووحدة التحكم للمروحية إنجنوي.