مكانة شهر رمضان بين الشهور عند الله تعالى .. الشيخ المربي عبد اللطيف الفرفور

الأربعاء 28 نيسان , 2021 11:15 توقيت بيروت رمضان 1442 هـ / 2021 م

الثبات - مقالات

 

مكانة شهر رمضان بين الشهور عند الله تعالى

الشيخ المربي عبد اللطيف الفرفور

 

الرمضان مصدر رمض إذا احترق، من الرمضاء، فأضيف إليه الشهر وجُعل علماً ومنع الصرف للتعريف والألف والنون، وسمُّوه بذلك لارتماضهم فيه من حر الجوع ومقاساة شدته، أو لأنَّهم سمَّوا الشهور بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر، أو لرتماض الذنوب فيه أي احترافها.

ورمضان هو شهر الحياء من الله عز وجل فضَّل على سائر الشهور الهجرية؛ لأنَّه نزل فيه القرآن جملة من السماء السابعة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر وهي على المعتمد ليلة السابع والعشرين من رمضان المبارك قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}.

وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.

وإذا شئت أيها الأخ الكريم أن تعرف منزلة رمضان عند الله عز وجل فاسمع الحديث الشريف:

"طَبَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في آخِرِ يومٍ من شعبانَ فقال: يا أَيُّها الناسُ! قد أَظَلَّكم شهرٌ عظيمٌ، شهرٌ مبارَكٌ، شهرٌ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهْرٍ، جعل اللهُ صيامَه فريضةً، وقيامَ ليلِه تَطَوُّعًا، من تَقَرَّبَ فيه بخَصْلَةٍ من الخيرِ؛ كان كَمَنْ أَدَّى فريضةً فيما سواه، ومن أَدَّى فريضةً فيه؛ كان كَمَنْ أَدَّى سبعين فريضةً فيما سواه، وهو شهرُ الصبرِ - والصبرُ ثوابُه الجنةُ -، وشهرُ المُوَاساةِ، وشهرٌ يُزادُ فيه رِزْقُ المؤمنِ، من فَطَّرَ فيه صائماً؛ كان له مغفرةٌ لذنوبِهِ، وعِتْقُ رقبتِهِ من النارِ، وكان له مِثْلُ أجرِهِ من غيرِ أن يَنْتَقِصَ من أجرِهِ شيءٌ، قلنا: يا رسولَ اللهِ! ليس كُلُّنا نَجِدُ ما نُفَطِّرُ به الصائمَ؟! فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: يُعْطِي اللهُ هذا الثوابَ من فَطَّرَ صائمًا على مَذْقَةِ لَبَنٍ، أو تمرةٍ، أو شَرْبَةٍ من ماءٍ، ومن أَشْبَعَ صائماً؛ سَقَاهُ اللهُ من حَوْضِي شَرْبَةً لا يَظْمَأُ حتى يدخلَ الجنةَ؛ وهو شهرٌ أولُهُ رحمةٌ، وأوسطُه مغفرةٌ، وآخِرُهُ عِتْقٌ من النارِ، ومن خَفَّفَ عن مَمْلُوكِهِ فيه؛ غفر اللهُ له وأعتقه من النارِ".

 

وبعد؛ هذا يا أخي المسلم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، أفضل الشهور عند الله عز وجل كما أنَّ أفضل البقاع بعد التربة النَّبوية الشريفة الكعبة المكرمة.

هذا رمضان شهر الصبر، شهر المواساة، شهر البركات، شهر الخيرات، شهر المبرات، شهر الحياء من الله عز وجل، شهر الإطعام، شهر القيام، شهر كل خير وفضيلة... فينبغي على المؤمن أن ينتهز هذا الشهر المبارك ويعدَّ العدة للطاعة والعبادة حتى يغفر الله تعالى له، فإن لم تغفر في رمضان ذنوبه فمتى؟!

 

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل