الصوم مدرسة تربية وجهاد .. الشيخ المربي عبد اللطيف الفرفور

الإثنين 26 نيسان , 2021 12:48 توقيت بيروت رمضان 1442 هـ / 2021 م

الثبات - مقالات

 

الصوم مدرسة تربية وجهاد

الشيخ المربي عبد اللطيف الفرفور

 

الصوم فقر إجباري يُراد به إشعار النفس الإنسانية بطريقة عملية واضحة كل الوضوح أنَّ الحياة الصحيحة وراء الحياة لا فيها، وأنَّها إنما تكون على أتمها حين يتساوى الناس في الشعور لا حين يختلفون، وحين يتعاطفون بإحساس الألم الواحد لا حين يتنازعون بإحساس الأهواء المتعددة.

ولو حققت رأيت الناس لا يختلفون في الإنسانية بعقولهم ولا بأنسابهم ولا بمراتبهم ولا بما ملكوا، وإنما يختلفون ببطونهم وأحكام هذه البطون على العقل والعاطفة، فمن البطن نكبة الإنسانية، وهو العقل العملي على الأرض، وإذا اختلف البطن والدماغ في ضرورة مد البطن من قوى الهضم فلم يبقَ ولم يذر.

ومن ههنا يتناوله الصوم بالتهذيب والتأديب والتدريب، ويجعل الناس فيه السواء، ليس لجميعهم إلا شعور واحد وحس واحد وطبيعة واحدة، ويحكم الأمر فيحول بين هذا البطن وبين المادة، ويبالغ في إحكامه، فيمسك حواشيه العصبية في الجسم كله يمنعها تغذيتها ولذتها حتى من نفثة دخينة.

أليست هذه هي إتاحة الفرصة العملية التي جعلوها أساساً في تكوين الإرادة؟

وهل تبلغ الإرادة فيما تبلغ أعلى منزلتها إلا حين تجعل شهوات المرء مُذعنة لفكره، منقادة للوازع النفسي فيه مُصرَّفة بالحس الديني المسيطر على النفس الإنسانية ومشاعرها.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل