فلتكن مثلهم في رمضان

السبت 24 نيسان , 2021 12:52 توقيت بيروت رمضان 1442 هـ / 2021 م

الثبات - إسلاميات 

 

فلتكن مثلهم في رمضان

 

لقد اعتنى السلف الصالح بتلاوة القرءان وتدبره في أيام رمضان وفي غيرها من الأيام، لكنهم في رمضان كانوا أشدَّ اهتماماً بالقرءان، حيث كانوا يحيون به الليالي، ويقومون به الليل، ويذرفون الدموع وهم يتلون آيات الله البيّنات، التي تهذّب الروح، وتورث الخوف من الله سبحانه وتعالى، وتذكّرهم بالآخرة والحساب، والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى، مقتدين بحبيبهم المصطفى صلّى الله عليه وسلم الذي كان يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره، وقد صلى معه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ليلةً في رمضان فقال: (فقرأ بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران لا يمرّ بآية تخويف إلا وقف وسأل، فما صلى الركعتين حتى جاءه بلال فآذنه بالصلاة).

وللصالحين والقرءان حكاية وَلَهٍ وحب، حيث ذاقوا فعرفوا، وعرفوا فاغترفوا، فأمدّهم الله تعالى بأمداد كتابه، وفتح على بصائرهم وعلى قلوبهم بالحق والنور، واسمع لطرفٍ من أخباهم ولا تتعجب من حالهم:

 كان الإمام الزُّهريُّ إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام، وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان يفرّ من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس نامت.

وهل بلغك حال الشافعي وأبي حنيفة رحمهما الله؟ روى الربيع بن سليمان أن الإمام الشافعي رحمه الله كان يختم القرءان في رمضان ستين مرة، ما قرأ من ذلك شيئاً إلا في صلاة!

أما أبو حنيفة فقد كان يختم القرءان في كل يومٍ وليلةٍ مرّةً، وفي رمضان مرّتين، مرّةٍ في النهار ومرّةً في الليل.

وجاء شرح صحيح مسلمٍ للإمام النووي رحمه الله أن الإمام محمد بن إدريس الكوفي لما اشتدّ به مرض الموت وأخذ يشهق بكت ابنته فقال: (يا بنيتي لا تبكي، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة!) هكذا كانت همم هؤلاء العظام، فلتكن مثلهم.


  


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل