صوم الخواص "الجوع طريق الوصول"

الأربعاء 21 نيسان , 2021 11:58 توقيت بيروت رمضان 1442 هـ / 2021 م

الثبات - إسلاميات 

 

صوم الخواص

"الجوع طريق الوصول"

 

يظنّ كثيرٌ من الناس أن تقلّبهم في ضروب النِّعم والملذات والمباحات يجعلهم من جملة السعداء، وغاب عنهم أن كثرة التنعم وزيادة الإنسان على حاجته من المباحات خصوصاً الطعام تفضي إلى الجريان خلف الشهوات في كلّ آن، لذلك كان التقلل من الطعام والشراب مسلك الصالحين الزاهدين، الذين ذلّلوا أنفسهم بالجوع وضيّقوا به مجاري الشيطان، فأشرقت أرواحهم بالإيمان والطاعات، فإنّ النفس البشرية إذا شبعت تحركت، وجالت وطافت على أبواب الشهوات فعمي القلب، وإذا جاعت سكنت وخشعت وذلت، وصفا القلب ورق.

وعليه، كان الجوع طريق الوصول إلى سبل الخير عبر عدة فوائد:


أولاً : نقاء القلب وتوقد الفكر والذهن، فإن كثرة الطعام تبلّد الذهن وتعمي القلب.
ثانياً:  التذلل والانكسار وزوال البطر والتكبر.
ثالثاً:  تذكّر الجوع والجائعين مما ينمي الشعور بهم والاهتمام لأمرهم.

رابعاً: كسر النفس والشهوة والاستيلاء على النفس الأمارة بالسوء، لأن الطعام هو المادة المحركة لجميع الشهوات عند الإنسان.

خامساً: المواظبة على العبادة، فإنّ الأكل يمنع من كثرة العبادات بسبب التخمة وعدم وجود الوقت الكافي للطاعة.

سادساً: صحة البدن والابتعاد عن الأمراض التي تسببها كثرة الطعام، يقول قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: "إياكم والبطنة فإنها ثقل في الحياة ونتن في الممات"، ومن هنا، فلا ينبغي للمرء أن يشبع اليوم في الحلال، لأنه إذا شبع من الحلال، دعته نفسه إلى الحرام.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل