"فلسفة الصيام" .. الشيخ المربي عبد اللطيف الفرفور

الثلاثاء 20 نيسان , 2021 10:44 توقيت بيروت رمضان 1442 هـ / 2021 م

الثبات - مقالات

 

فلسفة الصيام

الشيخ المربي عبد اللطيف الفرفور

 

استدار الزمن وعاد شهر رمضان، عادَ إلينا بعد أن نسينا كثيراً، وبعد أن سبحنا في شؤون دنيانا سَبْحاً طويلاً، عاد رمضان وقُدَّرَ لنا أن نعود معه لنشهد أيامه الغراء، ونحيي لياليه الزهراء، تُرى هل يمتد بنا العمر، فنعود إليه كرة أخرى؟ أم هل يسبق الأجل، فلا نلقاه بعد عامنا هذا؟

ألا من اتخذ عند الله عهداً أنه سيُنسأ له في أجله، حتى يلقى رمضان في عام قابل، معافى في بدنه موفوراً في رزقه، متمكناً من تدارك أمره، صادقاً في نيته، راشداً في عزيمته... من اتخذَ عند الله عهداً بذلك؛ فليبطئ ما شاء في عمله، وليسترسل ما شاء أن يسترسل في أمله، وليُسَوف وليؤجل ما بدا له أن يسوف ويؤجل، أما والقدر مستور محجوب، والأمل قد ينتهي في لمحة والساعة لا تأتي إلا بغتة، فمن الحمق والله أن نبيع حاضراً بغائب، وأن نستبدل شكاً بيقين ... {أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}.

وفي أي فرصة بعدها يتداركون؟ أفينظر كل امرئ منَّا حتى يجيئه اليوم الذي يقول فيه {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} أو يقول {رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ}.

كلا، بل الحزم كل الحزم أن نغتنم هذه الفرصة السانحة، وألَّا نضيع هذه الصفقة الرابحة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل