الثبات - مقالات

مشروعية صيام رمضان

الشيخ المربي عبد اللطيف الفرفور

صيام رمضان فريضة محكمة، يكفر جاحدها ويفسق تاركها، ثبتت فرضيته:

أولاً: بالقرآن الكريم: وهو قوله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}، وقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}، ومعنى كتب: افترض.

ثانياً: بالسُّنَّة النَّبوية: كقوله عليه الصلاة والسلام: "بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا".

وقوله عليه الصلاة والسلام: "وصوموا شَهرَكم".

ثالثاً: الإجماع: إذ انعقد على فرضية صيام رمضان إجماع الأمة.

وأصل الصوم من الشرائع السماوية القديمة، فما من أمة إلَّا وقد فُرِضَ عليهم رمضان ألَّا أنَّهم ضلوا عنه، أمَّا بهذه الكيفية كحِل الأكل بعد النوم ليلاً، وحِل الجِماع ليلته وغير ذلك فمن خصوصيات هذه الأمة.

وفُرِضَ في شعبان، السنة الثانية من الهجرة، فصام صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات واحداً كاملاً وثمانية نواقص، ولعل الحكمة في تطمين نفس من يصومه ناقصاً من الأمة، والتنبيه على مساواة الناقص للكامل من حيث الثواب المترتب على أصل صوم رمضان لا من حيث ما زاد به الكامل على الناقص من صوم اليوم الزائد وفطره وسحوره، فإنَّ ذلك أمر يفوق به الكامل على الناقص.